المطّلب ، هذا شهره الّذي يخرج فيه ، وهو آخر الأنبياء ، مخرجه من الحرم ومهاجره إلى نخل وحرّة وسباخ ، فإيّاك أن تسبق إليه قال طلحة : فوقع في قلبي ، فأسرعت إلى مكة ، فقلت : هل من حدث؟ قالوا : نعم ، محمد بن عبد الله الأمين تنبّأ ، وقد تبعه ابن أبي قحافة ، فدخلت عليه فقلت : اتّبعت هذا الرجل؟ قال : نعم فانطلق فاتّبعه ، فأخبره طلحة بما قال الرّاهب ، فخرج به حتى دخلا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأسلّم طلحة ، وأخبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بذلك ، فلمّا أسلّم أبو بكر وطلحة أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية فشدّهما في حبل واحد ، ولم يمنعهما بنو تيم ، وكان نوفل يدعى «أسد قريش» ، فلذلك سمّي أبو بكر وطلحة : القرينين.
وقال إسماعيل بن مجالد ، عن بيان بن بشر ، عن وبرة (١) ، عن همّام قال : سمعت عمّار بن ياسر يقول : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وما معه إلّا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر. أخرجه البخاريّ (٢).
قلت : ولم يذكر عليّا لأنه كان صغيرا ابن عشر سنين.
وقال العبّاس بن سالم ، ويحيى بن أبي كثير ، عن أبي أمامة ، عن عمرو بن عبسة (٣) قال : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو بمكة مستخفيا ، فقلت : من أنت؟ قال : «نبيّ» قلت : وما النّبيّ؟ قال : «رسول الله» ، قلت : الله أرسلك؟ قال : «نعم» ، قلت : بم أرسلك؟ قال : «بأن يعبد الله وتكسر الأوثان وتوصل الأرحام» ، قلت : نعم ما أرسلت به ، فمن تبعك؟ قال : «حرّ وعبد» ، يعني أبا بكر وبلالا ، فكان عمرو يقول : لقد رأيتني وأنا رابع أربعة ، فأسلمت وقلت : أتّبعك يا رسول الله ، قال : «لا ولكن الحق
__________________
(١) هو وبرة بن عبد الرحمن المسلي الكوفي. (تهذيب التهذيب ١١ / ١١١ رقم ١٩٤).
(٢) صحيح البخاري ٤ / ١٩٢ كتاب الفضائل ، باب فضائل أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم وسلّم.
(٣) بعين وموحّدة مفتوحتين. وفي نسخة دار الكتب «عنبسة» وهو تصحيف. انظر : سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٥٦ وفيه مصادر ترجمته.