أنفسكم من النار ، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النّار ، يا بني عبد المطّلب أنقذوا أنفسكم من النّار ، يا فاطمة أنقذي نفسك من النّار ، فإنّي لا أملك لكم من الله شيئا ، غير أنّ لكم رجما سأبلّها ببلالها (١)». أخرجه مسلّم (٢) عن قتيبة (٣) وزهير (٤) عن جرير ، واتّفقا عليه من حديث الزّهري ، عن ابن المسيّب ، وأبي سلمة ، عن أبي هريرة.
وقال سليمان التّيمي ، عن أبي عثمان ، عن قبيصة (٥) بن المخارق ، وزهير بن عمرو قالا : لمّا نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) انطلق رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى رضمة (٦) من جبل ، فعلاها (٧) ثم نادى : يا بني عبد مناف ، إنّي نذير ، إنّما مثلي ومثلكم كرجل رأى العدوّ فانطلق يربأ أهله (٨) ، فخشي أن يسبقوه فهتف : «يا صباحاه» أخرجه مسلّم (٩).
وقال يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق (١٠) ، حدّثني من سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل ، واستكتمني اسمه ، عن ابن عبّاس ، عن عليّ قال : لمّا نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : عرفت أنّي إن بادأت قومي رأيت منهم ما أكره ، فصمّت عليها ، فجاءني جبريل فقال : يا محمد
__________________
(١) أي أصلكم في الدنيا. وفي شرح صحيح مسلّم للنووي : (ببلاها : ضبطناه بفتح الباء الثانية وكسرها ، وهما وجهان مشهوران).
(٢) رقم (٢٠٤) كتاب الإيمان ، باب في قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ).
(٣) هو قتيبة بن سعد.
(٤) هو زهير بن حرب.
(٥) بفتح القاف.
(٦) الرضمة دون الهضبة ، وقيل : صخور بعضها على بعض.
(٧) في صحيح مسلّم «فعلا أعلاها حجرا».
(٨) أي يحفظهم من عدوّهم ، والاسم : الربيئة ، وهو العين والطليعة الّذي ينظر للقوم لئلّا يدهمهم العدوّ ، ولا يكون في الغالب إلّا على جبل أو شرف أو شيء مرتفع لينظر إلى بعد.
(٩) رقم ٢٠٧ كتاب الإيمان ، باب في قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ).
(١٠) السير والمغازي ١٤٥.