قال سفيان الثّوريّ ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عمّن سمع ابن عبّاس يقول في قوله تعالى : (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ) قال : نزلت في أبي طالب ، كان ينهى المشركين أن يؤذوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وينأى عنه (١).
ورواه حمزة الزّيّات ، عن حبيب ، فقال : عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس.
وقال معمر ، عن الزّهريّ ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فوجد عنده أبا جهل ، وعبد الله بن أبي أميّة بن المغيرة ، فقال له النّبيّ صلىاللهعليهوسلم «يا عمّ قل لا إله إلّا الله أحاجّ لك بها عند الله» فقالا : أي أبا طالب ، أترغب عن ملّة عبد المطّلب! قال : فكان آخر كلمة أن قال : على ملّة عبد المطّلب (٢) ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «لأستغفرنّ لك ما لم أنّه عنك» ، فنزلت : (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ) (٣) الآيتين ، ونزلت : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) أخرجه مسلّم (٤).
وللبخاريّ مثله من حديث شعيب بن أبي حمزة (٥).
__________________
(١) السير والمغازي لابن إسحاق ٢٣٨.
(٢) في نسخة دار الكتب المصرية ، وصحيح مسلّم ، والسير والمغازي لابن إسحاق ٢٣٨ «هو على ملّة عبد المطّلب».
(٣) سورة التوبة ـ الآية ١١٣.
(٤) صحيح مسلّم (٢٤) كتاب الإيمان ، باب الدليل على صحّة إسلام من حضره الموت ، ما لم يشرع في النزاع ، وهو الغرغرة ، ونسخ جواز الاستغفار للمشركين ، والدليل على أن من مات على الشرك فهو في أصحاب الجحيم ، ولا ينقذه من ذلك شيء من الوسائل.
(٥) صحيح البخاري ٤ / ٢٤٧ في مناقب الأنصار ، باب قصّة أبي طالب ، و ٥ / ٢٠٨ في تفسير سورة براءة ، و ٦ / ١٨ في تفسير سورة القصص ، و ٧ / ٢٢٩ في كتاب الأيمان والنذور ، باب إذا قال والله لا أتكلّم اليوم فصلّى أو قرأ أو سبّح أو كبّر أو حمد أو هلّل فهو على نيّته. وأخرجه أحمد في مسندة ٥ / ٤٣٣ ، وانظر عيون الأثر ١ / ١٣١ ـ ١٣٢.