بمكان كذا وكذا ، قد ضلّوا بعيرا لهم ، قد جمعه فلان ، فسلّمت عليهم ، فقال بعضهم : هذا صوت محمد.
ثم أتيت أصحابي قبل الصّبح بمكة ، فأتاني أبو بكر فقال : أين كنت اللّيلة ، فقد التمستك في مظانّك؟ قلت : علمت أنّي أتيت بيت المقدس اللّيلة ، فقال : يا رسول الله إنّه مسيرة شهر ، فصفه لي ، قال : ففتح لي صراط كأنّي انظر إليه ، لا يسألني عن شيء إلّا أنبأته عنه ، قال : أشهد أنّك رسول الله ، فقال المشركون : انظروا إلى ابن أبي كبشة ، يزعم أنّه أتى بيت المقدس اللّيلة ، فقال : إنّي مررت بعير لكم ، بمكان كذا ، وقد أضلّوا بعيرا لهم ، فجمعه فلان ، وإنّ مسيرهم ينزلون بكذا ، ثمّ كذا ، ويأتونكم يوم كذا ، يقدمهم جمل آدم ، عليه مسح أسود ، وغرارتان سوداوان ، فلمّا كان ذلك اليوم ، أشرف النّاس ينظرون حتى كان قريب من نصف النّهار ، حين أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل».
قال البيهقيّ (١) : هذا إسناد صحيح.
قلت : ابن زبريق تكلّم فيه النّسائيّ. وقال أبو حاتم : شيخ (٢).
قال حمّاد بن سلمة : ثنا أبو حمزة ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن ابن مسعود ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أتيت بالبراق فركبته خلف جبريل ، فسار بنا ، فكان إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه ، وإذا هبط ارتفعت يداه ، فسار بنا في أرض فيحاء طيّبة ، فأتينا على رجل قائم يصلّي ، فقال : من هذا معك يا جبريل؟ قال : أخوك محمد ، فرحّب ودعا لي بالبركة ، وقال :
__________________
(١) دلائل النبوّة ٢ / ٢٠٠ ، نهاية الأرب ١٦ / ٣٠٠ ـ ٣٠١.
(٢) الجرح والتعديل ٢ / ٢٠٩ رقم ٧١١ وانظر عنه : التاريخ الكبير ١ / ٣٨٠ رقم ١٢١٣ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٢٦٩ و ٣٠٩ و ٣١٥ و ٣٦٠ و ٤١٦ و ٢ / ٢٢٠ و ٣٤٨ و ٤٨٠ و ٣ / ٢٧٨ ـ ٢٨٠ ، تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤١٠ ، ميزان الاعتدال ١ / ١٨١ رقم ٧٣٠ ، تهذيب التهذيب ١ / ٢١٥ ـ ٢١٦ رقم ٤٠٦ ، تقريب التهذيب ١ / ٥٤ رقم ٣٧١.