من قومه ، فسلّمت عليه ، ثم صعدت إلى السماء السادسة ، فإذا أنا بموسى رجل آدم كثير الشعر ، لو كان عليه قميصان لنفذ (١) شعره دون القميص ، وإذا هو يقول : يزعم النّاس أنّي أكرم على الله من هذا ، بل هذا أكرم على الله منّي ، قلت : من هذا؟ قال : موسى. ثم صعدت السابعة ، فإذا أنا بإبراهيم ، ساند ظهره إلى البيت المعمور ، فدخلته ودخل معي طائفة من أمّتي ، عليهم ثياب بيض ، ثم دفعت إلى سدرة المنتهى (٢) ، فإذا كلّ ورقة منها تكاد أن تغطّي هذه الأمّة ، وإذا فيها عين تجري ، يقال لها سلسبيل ، فيشقّ منها نهران ، أحدهما الكوثر والآخر نهر الرّحمة ، فاغتسلت فيه ، فغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر ، ثمّ إنّي دفعت إلى الجنّة ، فاستقبلتني جارية ، فقلت : لمن أنت؟ قالت : لزيد بن حارثة ، ثمّ عرضت عليّ النّار ، ثم أغلقت ، ثم إنّي دفعت إلى سدرة المنتهى فتغشّى لي ، وكان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى ، قال : ونزل على كلّ ورقة ملك من الملائكة ، وفرضت عليّ الصّلاة خمسين ، ثم دفعت إلى موسى ـ فذكر مراجعته في التخفيف. أنا اختصرت ذلك وغيره إلى أن قال ـ فقلت : رجعت إلى ربّي حتى استحييته.
ثمّ أصبح بمكّة يخبرهم بالعجائب ، فقال : إنّي أتيت البارحة بيت المقدس ، وعرج بي إلى السماء ، ورأيت كذا ، ورأيت كذا ، فقال أبو جهل : ألا تعجبون مما يقول محمد ، وذكر الحديث (٣).
هذا حديث غريب عجيب حذفت نحو النّصف منه. رواه نجيّ بن أبي
__________________
(١) في ع (لنفد) وهو تصحيف.
(٢) هنا خرم سطر في (ع).
(٣) رواه البيهقي في دلائل النبوّة ٢ / ١٣٠ ـ ١٣١ ، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق ١ / ٣٨٧ ـ ٣٩١ ، والسيوطي في الخصائص الكبرى ١ / ١٦٧ ـ ١٦٩ وقال إن الحديث في تفسير الطبري ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه.