نبايعه رجلا رجلا ، يأخذ علينا شرطه (١) ، ويعطينا على ذلك الجنّة (٢).
زاد في وسطه يحيى بن سليم : فقال له عمّه العبّاس يا بن أخي لا أدري ما هذا القوم الذين جاءوك ، إنّي ذو معرفة بأهل يثرب ، قال : فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين ، فلمّا نظر العبّاس في وجوهنا ، قال : هؤلاء قوم لا أعرفهم هؤلاء أحداث ، فقلنا : علام نبايعك.
وقال أبو نعيم (٣) : ثنا زكريا ، عن الشّعبي قال : انطلق النّبيّ صلىاللهعليهوسلم معه عمّه العبّاس ، إلى السبعين من الأنصار ، عند العقبة تحت الشجرة ، قال : ليتكلّم متكلّمكم ولا يطيل الخطبة ، فإنّ عليكم من المشركين عينا ، فقال أسعد : سل يا محمد لربّك ما شئت ، ثمّ سل لنفسك ، ثمّ أخبرنا ما لنا على الله ، قال : أسألكم لربّي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تؤونا وتنصرونا وتمنعونا ممّا منعتم منه أنفسكم ، قالوا : فما لنا إذا فعلنا ذلك ، قال : لكم الجنّة ، قالوا : فلك ذلك.
ورواه أحمد بن حنبل (٤) ، عن يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة ، نا مجالد ، عن الشّعبيّ ، عن أبي مسعود الأنصاريّ بنحوه ، قال : وكان أبو مسعود أصغرهم سنّا.
وقال ابن بكير ، عن ابن إسحاق (٥) : حدّثني عاصم بن عمر ، وعبد الله بن أبي بكر ، أنّ العبّاس بن عبادة بن نضلة أخا بني سالم قال : يا
__________________
(١) في المسند «بشرطه العباس».
(٢) رواه أحمد في المسند ٣ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠ وانظر الحديث أيضا ٣ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣ ، والبيهقي في دلائل النبوّة ٢ / ١٨١ ـ ١٨٢.
(٣) في دلائل النبوّة ٢ / ١٠٩ في رواية أطول مما هنا.
(٤) في المسند ٤ / ١١٩.
(٥) سيرة ابن هشام ٢ / ١٩١.