وأنت لما ولدت أشرقت |
|
الأرض وضاءت بنورك الأفق |
فنحن في ذلك الضّياء وفي النّور |
|
وسبل الرّشاد تخترق (١) |
الظّلال : ظلال الجنة. قال الله تعالى (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ) (٢). والمستودع : هو الموضع الّذي كان فيه آدم وحوّاء يخصفان عليهما من الورق ، أي يضمّان بعضه إلى بعض يتستران به ، ثم هبطت إلى الدنيا في صلب آدم ، وأنت لا بشر ولا مضغة.
وقوله : «تركب السّفين» يعني في صلب نوح. وصالب لغة غريبة في الصّلب ، ويجوز في الصّلب الفتحتان (٣) كسقم وسقم.
والطّبق : القرن ، كلّما مضى عالم وقرن جاء قرن ، ولأنّ القرن يطبق الأرض بسكناه بها. ومنه قوله عليهالسلام في الاستسقاء : «اللهمّ اسقنا غيثا مغيثا طبقا غدقا» (٤) أي يطبق الأرض. وأما قوله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) (٥) أي حالا بعد حال.
والنّطق : جمع نطاق وهو ما يشدّ به الوسط ومنه المنطقة. أي أنت أوسط قومك نسبا. وجعله في علياء وجعلهم تحته نطاقا. وضاءت : لغة في أضاءت.
وأرضعته «ثويبة» (٦) جارية أبي لهب ، مع عمّه حمزة ، ومع أبي سلمة
__________________
(١) هذا البيت ليس في البدء والتاريخ ، وقيل هذا الشعر لحسّان بن ثابت ، انظر : مجمع الزوائد للهيثمي ، وسيرة ابن كثير ١ / ١٩٥) والأبيات في تهذيب ابن عساكر ١ / ٣٥٠.
(٢) سورة المرسلات ٤١.
(٣) أي كما جاز الضم فالسكون وهو الأشهر.
(٤) أخرجه ابن ماجة ١ / ٤٠٥ رقم (١٢٧٠) في كتاب إقامة الصلاة والسّنّة فيها ، باب ما جاء في الدعاء في الاستسقاء.
(٥) سورة الانشقاق ١٩.
(٦) ثويبة : بضم المثلّثة وفتح الواو ، وسكون التحتية ، توفيت سنة ٧ ه. وفي إسلامها خلاف. انظر : شرح المواهب للزرقاني ١ / ١٣٧.