هذا حديث جيّد الإسناد (١).
قال أبو عاصم النّبيل : أخبرني جعفر بن يحيى ، أنا عمارة بن ثوبان أنّ أبا الطّفيل أخبره قال : «رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأقبلت إليه امرأة حتى دنت منه ، فبسط لها رداءه فقلت : من هذه؟ قالوا : أمّه التي أرضعته».
أخرجه أبو داود (٢).
قال مسلم : ثنا شيبان ، ثنا حمّاد ، ثنا ثابت ، عن أنس : «أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه فصرعه فشقّ قلبه (٣) ، فاستخرج منه علقة ، فقال : هذا حظّ الشّيطان منك ، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ، ثمّ لأمه ، (٤) ثم أعاده في مكانه ، وجاء الغلمان يسعون إلى أمّه ، يعني مرضعته ، فقالوا : إنّ محمدا قد قتل ، فاستقبلوه منتقع اللّون».
قال أنس : قد كنت أرى أثر المخيط في صدره (٥).
وقال بقيّة ، عن بحير (٦) بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن عبد الرحمن ابن عمرو السّلمي ، عن عتبة بن عبد (٧) ، فذكر نحوا من حديث أنس. وهو
__________________
(١) سيرة ابن هشام ١ / ١٨٤ ـ ١٨٨ نهاية الأرب ١٦ / ٨١ ـ ٨٤ ، عيون الأثر ١ / ٣٣ ، ٣٤ ، شرح المواهب اللدنية ١ / ١٤١ ـ ١٥٠ وانظر الطبقات لابن سعد ١ / ١١١ ، ١١٢ ، سيرة ابن كثير ١ / ٢٢٥ ـ ٢٢٨.
(٢) سنن أبي داود ٤ / ٣٣٧ رقم ٥١٤٤ كتاب الأدب ، باب في برّ الوالدين. وانظر طبقات ابن سعد ١ / ١١٤.
(٣) في صحيح مسلم : «فشقّ عن قلبه ، فاستخرج القلب».
(٤) لأمه : على وزن ضربه ، ومعناه جمعه وضمّ بعضه إلى بعض.
(٥) رواه مسلم في صحيحه (٢٦١) في كتاب الإيمان ، باب الإسراء برسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى السماوات وفرض الصلوات ، وأحمد في مسندة ٣ / ١٢١ و ١٤٩ و ٢٨٨ ، وسيرة ابن كثير ١ / ٢٣١.
(٦) بحير : بفتح الباء الموحّدة ، وكسر الحاء المهملة ، (المشتبه للذهبي ١ / ٤٧) وهو الكلاعي الحمصي ، ورد في طبقات خليفة «بجير» وهو تحريف ـ ص ٣١٥ ، وفي تهذيب التهذيب ١ / ٤٣١ «بحير بن سعيد» وهو تصحيف» ، والصحيح «سعد». وقد ورد في الأصل مهملا.
(٧) هو عتبة بن عبد السلمي. انظر طبقات خليفة ٥٢ و ٣٠١.