ثلاثة أيام لا يدفن ، يدخل النّاس عليه رسلا رسلا يصلّون عليه ، والنّساء مثل ذلك (١).
وطهّره الفضل بن العبّاس ، وعليّ بن أبي طالب ، وكان يناولهم العبّاس الماء ، وكفّن في ثلاثة رياط (٢) بيض يمانيّة ، فلمّا طهّر وكفّن دخل عليه النّاس في تلك الأيام الثلاثة يصلّون عليه عصبا عصبا (٣) ، تدخل العصبة فتصلّي عليه ويسلّمون ، لا يصفّون ولا يصلّي بين أيديهم مصلّ ، حتى فرغ من يريد ذلك ، ثم دفن ، فأنزله في القبر العبّاس وعليّ والفضل ، وقال عند ذلك رجل من الأنصار : أشركونا في موت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فإنّه قد أشركنا في حياته ، فنزل معهم في القبر وولي ذلك معهم (٤).
ورواه محمد بن شعيب بن شابور ، عن النّعمان. وعن عثمان بن محمد الأخنسيّ قال : توفّي رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الإثنين حين زاغت الشمس ، ودفن يوم الأربعاء (٥).
وعن عروة أنّه توفّي يوم الإثنين ، ودفن من آخر ليلة الأربعاء.
وعن الحسن قال : كان موته في شهر أيلول.
قلت : إذا تقرّر أنّ كلّ دور في ثلاث وثلاثين سنة كان في ستّمائة وستّين عاما عشرون دورا ، فإلى سنة ثلاث وسبعمائة من وقت موته أحد وعشرون دورا في ربيع الأول منها كان وقوع تشرين الأول وبعض أيلول في
__________________
(١) قارن آخره بسنن ابن ماجة (١٦٢٨) في الجنائز ، باب ذكر وفاته ودفنه صلىاللهعليهوسلم.
(٢) الريطة : كلّ ملاءة ليست بلفقين. وفي نسخة دار الكتب (رياض) بدلا من (رباط) وهو تحريف ، أو من تصحيف السمع بسبب الإملاء.
(٣) العصب : الجماعات ، على ما في (شرح السيرة النبويّة للخشني).
(٤) المسند لأحمد ٦ / ٢٦٤.
(٥) طبقات ابن سعد ٢ / ٢٧٣.