صفر ، وكان آب في المحرّم ، وكان أكثر تمّوز في ذي الحجّة فحجّة الوداع كانت في تمّوز.
وقال أبو اليمن بن عساكر وغيره : لا يمكن أن يكون موته يوم الإثنين من ربيع الأول إلّا يوم ثاني الشهر أو نحو ذلك ، فلا يتهيّأ أن يكون ثاني عشر الشهر للإجماع أنّ عرفة في حجّة الوداع كان يوم الجمعة ، فالمحرّم بيقين أوّله الجمعة أو السبت ، وصفر أوّله على هذا السبت أو الأحد أو الاثنين ، فدخل ربيع الأول الأحد ، وهو بعيد ، إذ يندر وقوع ثلاثة أشهر نواقص ، فترجّح أن يكون أوله الإثنين ، وجاز أن يكون الثلاثاء ، فإن كان استهلّ الإثنين فهو ما قال موسى بن عقبة من وفاته يوم الإثنين لهلال ربيع الأول ، فعلى هذا يكون الإثنين الثاني منه ثامنه ، وإن جوّزنا أنّ أوّله الثلاثاء فيوم الإثنين سابعه أو رابع عشره ، ولكن بقي بحث آخر : كان يوم عرفة الجمعة بمكّة ، فيحتمل أن يكون كان يوم عرفة بالمدينة يوم الخميس مثلا أو يوم السبت ، فيبني على حساب ذلك.
وعن مالك قال : بلغني أنّه توفّي يوم الإثنين ، ودفن يوم الثلاثاء (١).
باب عمر النّبيّ والخلف فيه
قال ربيعة ، عن أنس أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعثه الله على رأس أربعين سنة ، فأقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا ، وتوفّي على رأس ستّين سنة. (خ. م) (٢).
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٢ / ٢٧٤.
(٢) أخرجه البخاري في المناقب ٤ / ١٦٤ و ١٦٥ باب صفة النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وفي المغازي د / ١٤٤ باب وفاة النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، ومسلّم في الفضائل (٢٣٤٧) باب في صفة النبيّ صلىاللهعليهوسلم ومبعثه وسنّه.