ويروى عن سهل بن زيد الأنصاريّ قال : تزوّج النّبيّ صلىاللهعليهوسلم امرأة من بني غفار ، فدخل بها ، فرأى بها بياضا من برص ، فقال : الحقي بأهلك ، وأكمل لها صداقها (١).
هذا ونحوه إنّما أوردته للتعجّب لا للتقرير (٢).
(ومن سراريّه) : مارية أمّ إبراهيم (٣).
وقال الواقديّ : حدّثني ابن أبي ذئب ، عن الزّهريّ ، قال : كانت ريحانة (٤) أمة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فأعتقها وتزوّجها (٥) ، فكانت تحتجب في أهلها ، وتقول : لا يراني أحد بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم. قال الواقديّ : وهذا أثبت عندنا وكان زوج ريحانة قبل النّبيّ صلىاللهعليهوسلم الحكم. وهي من بني النّضير (٦) ، فحدّثها عاصم بن عبد الله بن الحكم ، عن عمر بن الحكم قال : أعتق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة ، وكانت ذات جمال ، قالت : فتزوّجني وأصدقني اثنتي عشرة أوقيّة ونشّا (٧) وأعرس بي وقسم لي. وكان
__________________
(١) نهاية الأرب ١٨ / ١٩٨.
(٢) قال ابن عبد البرّ في الاستيعاب ١ / ٣٤ : «وأمّا اللواتي اختلف فيهنّ ممّن ابتنى بها وفارقها ، أو عقد عليها ولم يدخل بها ، أو خطبها ولم يتمّ له العقد معها ، فقد اختلف فيهنّ وفي أسباب فراقهنّ اختلافا كثيرا ، يوجب التوقّف عن القطع بالصحّة في واحدة منهنّ».
(٣) قال أبو عبيدة : كان المقوقس صاحب الإسكندرية بمصر قد بعث بها إلى النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فولدت له إبراهيم ، فأوصى بالقبط خيرا ، وقال : لو بقي إبراهيم ما سبيت قبطيّة». (تسمية أزواج النبيّ ـ ص ٧٥) ، وقال ابن سعد في الطبقات ٨ / ٢١٦ : «كان أبو بكر ينفق على مارية حتى توفّي ، ثم كان عمر ينفق عليها حتى توفّيت في خلافته» ، وتوفّيت مارية أم إبراهيم ابن رسول الله في المحرّم سنة ستّ عشرة من الهجرة ، فرئي عمر بن الخطاب يحشر الناس لشهودها وصلّى عليها ، وقبرها بالبقيع». وانظر : نهاية الأرب للنويري ١٨ / ٢٠٧.
(٤) انظر طبقات ابن سعد ٨ / ١٣٠ : «ريحانة بنت زيد بن عمرو بن حناقة قرظيّة». ويقال «ربيحة». (تسميه أزواج النبيّ لأبي عبيدة ٧٥).
(٥) في طبقات ابن سعد : «ثم طلّقها».
(٦) طبقات ابن سعد ٢ / ١٢٩.
(٧) النّشّ : نصف الأوقيّة ، وهو عشرون درهما. (السمط الثمين).