ويروى عن عروة ومجاهد وغيرهما : أنّ البيت بني قبل المبعث بخمس عشرة سنة (١).
وقال داود بن عبد الرحمن العطّار ، ثنا ابن خثيم (٢) عن أبي الطّفيل قال : قلت : له يا خال ، حدّثني عن شأن الكعبة قبل أن تبنيها قريش قال : كان برضم يابس ليس بمدر تنزوه العناق (٣) وتوضع الكسوة على الجدر ثم تدلّى ، ثم إنّ سفينة للروم أقبلت ، حتى إذا كانت بالشّعيبة (٤) انكسرت ، فسمعت بها قريش فركبوا إليها وأخذوا خشبها ، وروميّ يقال له «باقوم» نجّار بان (٥) فلمّا قدموا مكة قالوا : لو بنينا بيت ربّنا ـ عزوجل ـ واجتمعوا لذلك ونقلوا الحجارة من أجياد الضّواحي ، فبينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ينقل إذ انكشفت نمرته ، فنودي : يا محمد عورتك ، فذلك أوّل ما نودي ، والله أعلم. فما رئيت له عورة بعد (٦).
وقال أبو الأحوص ، عن سماك بن حرب : إنّ إبراهيم صلىاللهعليهوسلم بنى البيت وذكر الحديث ، إلى أن قال : فمرّ عليه الدّهر فانهدم ، فبنته العمالقة ، فمرّ عليه الدهر فانهدم ، فبنته جرهم ، فمرّ عليه الدّهر فانهدم فبنته قريش. وذكر في الحديث وضع النّبيّ صلىاللهعليهوسلم الحجر الأسود مكانه (٧).
وقال يونس ، عن ابن إسحاق ، حدّثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم ،
__________________
(١) سيرة ابن كثير ١ / ٢٧٤.
(٢) هو عبد الله بن عثمان بن خثيم. (انظر تهذيب التهذيب ٥ / ٣١٤) وقد ورد «خيثم» في أخبار مكة للأزرقي وهو تصحيف ١ / ١٥٧.
(٣) العناق : الأنثى من ولد المعز.
(٤) قال ابن سعد في الطبقات ١ / ١٤٥ «كانت مرفأ السفن قبل جدّه» وأخبار مكة ١ / ١٥٧
(٥) في أخبار مكة «وروميّا كان فيها يقال له يا قوم نجارا بناء».
(٦) أخبار مكة ١ / ١٥٧ ، طبقات ابن سعد ١ / ١٤٥.
(٧) أخبار مكة ١ / ٦٢ وانظر شفاء الغرام (بتحقيقنا) ج ١ / ١٥٢.