عن عمرة (١) ، عن عائشة قالت : «ما زلنا نسمع أنّ إسافا ونائلة ـ رجل وامرأة من جرهم ـ زنيا في الكعبة فمسخا حجرين» (٢).
وقال موسى بن عقبة : إنما حمل قريشا على بناء الكعبة أنّ السّيل كان يأتي من فوقها من فوق الرّدم الّذي صنعوه فأخربه (٣) ، فخافوا أن يدخلها الماء ، وكان رجل يقال له «مليح» (٤) سرق طيب الكعبة ، فأرادوا أن يشيّدوا بناءها وأن يرفعوا بابها حتى لا يدخلها إلّا من شاءوا ، فأعدّوا لذلك نفقة وعمّالا (٥).
وقال زكريّا بن إسحاق : ثنا عمرو بن دينار أنّه سمع جابرا يقول : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان ينقل الحجارة للكعبة مع قريش وعليه إزار ، فقال له عمّه العبّاس : يا ابن أخي لو حللت إزارك فجعلته على منكبك (٦) دون الحجارة ، ففعل ذلك (٧) ، فسقط مغشيّا عليه ، فما رئي بعد ذلك اليوم عريانا». متّفق عليه (٨).
وأخرجاه أيضا من حديث ابن جريج (٩).
مسلم الزّنجي ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه قال : جلس رجال من
__________________
(١) هي عمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة. (سيرة ابن هشام).
(٢) سيرة ابن هشام ١ / ١٠٥ ، أخبار مكة ١ / ١١٩ ، الروض الأنف ١ / ١٠٥ ، مروج الذهب ٢ / ٥٠ ، كتاب الأصنام للكلبي ٢٩ ، شفاء الغرام ١ / ٦٠٠.
(٣) في حاشية الأصل «فأضرّ به. خ يعني في نخسة أخرى».
(٤) راجع سيرة ابن هشام في ذلك ١ / ٢٢٢.
(٥) السيرة لابن كثير ١ / ٢٧٥.
(٦) عند البخاري «منكبيك».
(٧) لفظ البخاري : «قال : فحلّه ، فجعله على منكبيه».
(٨) البخاري ١ / ٩٦ كتاب الصلاة ، باب كراهية التعرّي في الصلاة ، ومسلم (٣٤٠) كتاب الحيض ، باب الاعتناء بحفظ العورة ، وأحمد في المسند ٣ / ٣١٠ و ٣٣٣ و ٥ / ٤٥٥.
(٩) صحيح مسلم (٣٤٠ / ٧٦) كتاب الحيض.