قوله تعالى (يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ (١) مَوْراً) أي تتحرك بشدة وتدور (وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً) فتكون كالهباء المنبث هنا وهناك (فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) والويل واد فى جهنم مملوء بقيح وصديد أهل النار ، والمكذبون هم الكافرون بالله وبما جاءت به رسله عنه من أركان الإيمان وقواعد الإسلام وقوله : (الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ) أي في باطلهم وكفرهم يتشاغلون به عن الإيمان الحق والعمل الصالح المزكى للنفس المطهر لها. وقوله (يَوْمَ (٢) يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا) أي يوم يدفعون بشدة وعنف الى جهنم ويقال لهم توبيخا وتقريعا لهم (هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ). أخبرونا : (أَفَسِحْرٌ (٣) هذا) أي العذاب الذي أنتم فيه الآن تعذبون (أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ) فلا تعاينونه. ويقال لهم ايضا تبكيتا وتقريعا (فَاصْبِرُوا) على عذاب النار (أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ) اي صبركم وعدمه عليكم سواء. (إِنَّما تُجْزَوْنَ (٤) ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي في الدنيا من الشرك والمعاصى.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ تقرير البعث والجزاء.
٢ ـ لله تعالى ان يقسم بما يشاء من خلقه وليس للعبد أن يقسم بغير الله تعالى.
٣ ـ عرض سريع لأهوال القيامة وأحوال المكذبين فيها.
٤ ـ تقرير قاعدة الجزاء من جنس العمل.
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (١٧) فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (١٨) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٩) مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٢٠))
شرح الكلمات :
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ) : أي الذين اتقوا ربهم فعبدوه وحده بما شرع لهم فأدوا الفرائض واجتنبوا النواهي.
__________________
(١) المور : التحرك باضطراب ، ومور السماء : اضطراب أجسامها من الكواكب ، واختلال نظامها عند نهاية الحياة.
(٢) (يَوْمَ يُدَعُّونَ) بدل اشتمال من (يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً).
(٣) (أَمْ) هي المنقطعة التي تقدر ببل والاستفهام ، والاستفهام هنا للتهكم والتوبيخ والتقدير : بل أنتم لا تبصرون أي المرئيات.
(٤) (إِنَّما تُجْزَوْنَ) : جملة تعليلية وإن حرف توكيد وما الموصولة بها هي الكافة وإنما المركبة من إن المشددة وما : الكافة لها عن العمل أفادت التعليل.