(يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ) : أي ما يدخل في الأرض من كل ما يدخل فيها من مطر وأموات.
(وَما يَخْرُجُ مِنْها) : أي من نبات ومعادن.
(وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ) : أي من رحمة وعذاب.
(وَما يَعْرُجُ فِيها) : أي يصعد فيها من الأعمال الصالحة والسيئة.
(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ) : أي بعلمه بكم وقدرته عليكم أينما كنتم.
(وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) : أي لا يخفي عليه من أعمال عباده الظاهرة والباطنة شيء.
(وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) (١) : أي مرد كل شيء الى الله خالقه ومدبره يحكم فيه بما يشاء.
(يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ) : أي يدخل جزءا من الليل في النهار وذلك في الصيف.
(وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) : ويدخل جزءا من النهار في الليل وذلك في الشتاء كما يدخل كامل أحدهما في الآخر فلا يبقى الا ليل أو نهار إذ احدهما دخل في ثانيهما.
(وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) : أي ما في الصدور من المعتقدات والأسرار والنيات.
معنى الآيات :
يخبر تعالى في هذه الآيات الخمس عن وجوده وعظمته من قدرة وعلم وحكمة ورحمة وتدبيره وملكه ومرد الأمور إليه وكلها مظاهر الربوبية الموجبة للألوهية فأولا تسبيح كل شيء في السموات والأرض أي تنزيهه عن كل نقص كالزوجة والولد والشريك والوزير المعين والعجز والجهل ، ثانيا إنه تعالى العزيز ذو العزة التي لا ترام العظيم الانتقام الحكيم في تدبير ملكه فلا شيء في خلقه هو عبث أو لهو أو باطل. ثالثا (لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ملكا حقيقيا يتصرف كيف يشاء يهب من شاء ويمنع من شاء. رابعا يحيى من العدم ويميت الحىّ الموجود ، خامسا (هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) لا يعجزه شيء ولا يعجز عن شيء متى أراد الشيء وقال له كن فهو يكون ولا يتخلف.
__________________
(١) قرأ الجمهور ونافع وحفص وغيرهما (تُرْجَعُ) بالبناء للمفعول وقرأ بعض ترجع بالبناء للفاعل ، رجوع الأمر معناه : مرد كل شيء إلى الله تعالى إذ هو خالقه ومدبره والحاكم فيه إذ هو رب العالمين وإله الأولين والآخرين.