(مَأْواكُمُ النَّارُ) أي محل إيوائكم وإقامتكم الدائمة النار (هِيَ مَوْلاكُمْ) (١) أي من يتولاكم ويضمكم في أحضانه وهي أولى بكم لخبث نفوسكم وعفن أرواحكم من جراء النفاق والكفر ، (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) الذي صرتم إليه إنه النار.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ تقرير البعث يذكر أحداثه وما يجرى فيه.
٢ ـ تقرير أن الفوز ليس ربح الشاة والبعير ولا الدار ولا البستان في الدنيا وإنما هو الزحزحة عن النار ودخول الجنان يوم القيامة هذا هو الفوز العظيم.
٣ ـ من بشائر السعادة لأهل الإيمان قبل دخول الجنة تلقّي الملائكة لهم وإعطاؤهم كتبهم بأيمانهم ووجود نور عال يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يتقدمهم على الصراط إلى الجنة.
٤ ـ نور يوم القيامة في وجوه المؤمنين أخذوه من الدنيا وفي الحديث : «بشّر المشّائين في الظّلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة» (٢).
٥ ـ بيان صفات المنافقين في الدنيا وهي إبطان الكفر في نفوسهم والتربص بالمؤمنين للانقضاض عليهم متى ضعفوا أو هزموا وأمانيهم في عدم نصرة الإسلام. وشكهم الملازم لهم حتى انهم لم يخرجوا منه إلى أن ماتوا شاكين في صحة الإسلام وما جاء به وأخبر عنه من وعد ووعيد.
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (١٦) اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (١٧) إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا
__________________
(١) المولى : من يتولى غيره ، وما دامت النار هي التي تولتهم لتذيقهم ألوان عذابها صح إطلاق المولى عليها مع أن النار تتكلم وتتغيظ فلذا كانت تتولى أهلها فتسقيهم مر العذاب.
(٢) الحديث رواه أبو داود والترمذي وغيرهما والظلم : جمع ظلمة.