شرح الكلمات :
(قُلْ إِنْ أَدْرِي) : أي قل ما أدري.
(ما تُوعَدُونَ) : أي من العذاب.
(أَمَداً) : أي غاية وأجلا لا يعلمه إلا هو.
(فَلا يُظْهِرُ) : أي لا يطلع.
(مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) : أي فإنه يطلعه.
(رَصَداً) : أي ملائكة يحفظونه حتى يبلغه مع الوحي الذي يبلغه لكافة الناس.
(لِيَعْلَمَ) : أي الله علم ظهور أن الرسل قد بلغوا رسالات ربهم.
(أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) : أي أحصى عدد كل شيء.
معنى الآيات :
قوله تعالى (قُلْ إِنْ أَدْرِي) أمر تعالى رسوله أن يقول للمشركين المطالبين بالعذاب استخفافا وعنادا وتكذيبا أمره أن يقول لهم ما أدري أقريب ما وعدكم ربكم به من العذاب بحيث يحل بكم عاجلا (أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي) (١) (أَمَداً) أي غاية وأجلا بعيدا يعلمه هو ولا يعلمه غيره. (عالِمُ الْغَيْبِ) (٢) إذ هو عالم الغيب (٣) وحده (فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ) أي لا يطلع على غيبه (أَحَداً) من عباده (إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) أي رضيه أن يبلغ عنه فإنه يطلعه مع الاحتياط الكافي حتى لا يتسرب الخبر الغيب إلى الناس (فَإِنَّهُ يَسْلُكُ (٤) مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ) الرسول المرتضى (وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) من الملائكة ثم يطلعه ضمن الوحي الذي يوحي إليه. وذلك (لِيَعْلَمَ) الرسول (٥) صلىاللهعليهوسلم أن الرسل قبله قد بلغت رسالات ربها لما أحاطها تعالى به من العناية حتى انه إذا جاءه الوحي كان معه أربعة ملائكة يحمونه من الشياطين حتى لا يسمعوا خبر السماء فيبلغوه أولياءهم من الإنس ، فتكون فتنة في الناس وقوله (وَأَحاطَ)
__________________
(١) قرأ نافع ربي بفتح الياء ، وقرأ حفص (رَبِّي) بإسكان الياء ممدودة.
(٢) (عالِمُ) نعت لربي. و (الْغَيْبِ) : ما غاب عن العبادة ، ومعنى عالم الغيب أي العليم بكل ما هو غائب عن أعين الناس كالملائكة والجن وما سيحدث من أحداث في الكون.
(٣) قالت العلماء لما تمدح الله تعالى بعلم الغيب واستأثر به دون خلقه كان فيه دليل على أنه لا يعلم الغيب أحد سواه ، ثم استثنى من ارتضاه من الرسل فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم ، وجعله معجزة لهم ودلالة صادقة على نبوئتهم وليس المنجم ومن ضاهاه ممن يضرب بالحصى وينظر في الكتب ويزجر بالطير ممن ارتضاه من رسول يطلعه على ما يشاء من غيبه بل هو كافر بالله مفتر عليه لحدسه وتخمينه وكذبه.
(٤) فإنه يسلك الخ يعني ملائكة يحفظونه من أن يقرب منه شيطان في صورة الملك فيحفظ الوحي من استراق الشيطان والإلقاء إلى الكهنة.
(٥) معنى الآية : ليعلم أي محمد صلىاللهعليهوسلم أن الرسل قبله قد أبلغوا الرسالة كما أبلغ هو الرسالة. وفي الكلام حذف تقديره أخبرناه بحفظنا الوحي ليعلم أن الرسل قبله كانوا على مثل حالته من التبليغ.