شرح الكلمات :
(ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) : أي اتركني ومن خلقته وحيدا منفردا بلا مال ولا ولد فأنا أكفيكه.
(وَبَنِينَ شُهُوداً) : أي يشهدون المحافل وتسمع شهادتهم وأغلب الوقت حاضرون ولا يغيبون.
(وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً) : أي بسطت له في العيش والعمر والولد والجاه حتى كان يلقب بريحانة قريش.
(عَنِيداً) : أي معاندا وهو الوليد بن المغيرة المخزومي.
(سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً) : أي سأكلفه يوم القيامة صعود جبل من نار كلما صعد فيه هوى في النار أبدا.
(إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ) : أي فيما يقول في القرآن الذي سمعه من النبي صلىاللهعليهوسلم وقدر في نفسه ذلك.
(ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ) : أي تروى في ذلك ثم عبس أي قبض ما بين عينيه ثم بسر أي كلح وجهه.
(ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ) : أي عن الإيمان واستكبر عن اتباع الرسول صلىاللهعليهوسلم.
(سِحْرٌ يُؤْثَرُ) : أي ينقل من السحرة كمسيلمة وغيره.
(سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) : سأدخله جهنم وسقر اسم لها يدخله فيها لإحراقه بنارها.
(لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ) : أي لا تترك شيئا من اللحم ولا العصب إلا أهلكته ثم يعود كما كان لإدامة العذاب.
(لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ) : أي محرقة مسودة لظاهر جلد الإنسان وهو بشرته والجمع بشر.
(عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) : أي ملكا وهم خزنتها.
معنى الآيات :
لقد تحمل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عبء الدعوة وأمر بالصبر وشرع صلىاللهعليهوسلم في إنذار قومه وبدأت المعركة كأحر وأشد ما تكون إذ أعلم قومه وهم من هم أنه لا إله إلا الله وأنه هو رسول الله فتصدى له طاغية من أعظم الطغاة ساد الوادي مالا وولدا وجاها عريضا حتى لقب بريحانة قريش هذا هو الوليد بن المغيرة صاحب عشرة رجال من صلبه وآلاف الدنانير من الذهب فلما أرهب رسول الله وأخافه قال له ربه تبارك وتعالى (ذَرْنِي) أي دعني والذي خلقته (وَحِيداً) (١) فريدا بلا مال ولا ولد ،
__________________
(١) عن ابن عباس : كان الوليد يقول أنا الوحيد بن الوحيد ليس لي في العرب نظير ولا لأبي المغيرة نظير.