(المسألة الحادية والعشرون : أنه يجب على المكلف أن يعلم أن من وعده الله بالجنة من المؤمنين فإنه إذا مات تائبا غير مصر على شيء من الكبائر فإنه صائر إلى الجنة ومخلد فيها دائما)
ولا خلاف في ذلك إلا رواية عن جهم (١) والبطيحي (٢) فإنهما نفيا معنى الدوام وهذا بالنظر إلى السمع.
أما الجواز فيجوز أن يخلف الله وعده بالنظر إلى الثواب بناء على قاعدتهم الفاسدة أنه لا يقبح منه قبيح ، (والدليل على ذلك) القول الصحيح (أن النبي كان يدين بذلك ويخبر به) ؛ لأن من المعلوم ضرورة أنه كان يدعو الخلق إلى طاعته ومبايعته ، ويعدهم على ذلك الجنة ، والقرآن الكريم ناطق بذلك في الآيات العديدة الظاهرة ، (وهو صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يدين إلا بالحق ولا يخبر إلا بالصدق بشهادة المعجز ، وأيضا فإن الأمة أجمعت على دخول المؤمنين الجنة والخلود فيها ، والإجماع على ذلك ظاهر) فثبت بذلك أن المؤمنين يدخلون الجنة خالدين فيها أبدا.
__________________
(١) هو أبو محرز الجهم بن صفوان السمرقندي قال الذهبي : زرع شرا عظيما ، ومما ينسب إلى الجهم قوله : بنفي الصفات ، بالإضافة إلى قوله : بالجبر ، كان يقضي في عسكر الحارث بن سريج الخارج على أمراء خراسان ، فقبض عليه نصر بن سيار وقتله في سنة ١٢٨ ه في آخر عهد بني أمية.
(٢) هو من طبقة جهم بن صفوان ووافقه في مسألة انقطاع الثواب.