(باب إثبات الصانع)
أي اعتقاد ثبوته ، وقوله : (وذكر توحيده) من باب عطف العام على الخاص (١) ، وهو وارد مثل قوله تعالى : (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ) [التحريم : ٤] ووجه ذلك هو التنبيه على أن إثبات الصانع هو أصل باب التوحيد.
وجعل ذكر التوحيد (وذكر عدله ووعده ووعيده) بابا واحدا تقريبا وتسهيلا للمبتدئ ، وإلا فالتوحيد باب ، والعدل وما يلحق به كذلك ، والوعد والوعيد باب.
(واعلم أن) ما يجب على المكلف من (المهمات) في صفة اعتقاده (من) فن (أصول الدين ثلاثون مسألة) في التوحيد عشر ، وفي العدل وما يتبعه عشر ، وفي الوعد والوعيد وما يتصل بذلك عشر ، وإنما قدم التوحيد على العدل ؛ لأن بعض مسائله دالة على بعض مسائل العدل ، وباقي مسائله تابعة ودليل الشيء مقدم عليه.
وأيضا : فإن التوحيد كلام في ذاته تعالى وصفاته ، والعدل كلام في أفعاله ، ومهما لم تعلم ذاته وصفاته لم تعلم أفعاله.
وقدّم العدل على الوعد والوعيد ؛ لأن في بعض مسائله دلالة على مسائل الوعد
__________________
(١) لمّا كان العطف يقتضي التغاير فيفيد ذلك أن مسألة إثبات الصانع غير داخلة في التوحيد مع أنها أصل باب التوحيد ، رفع الشارح ـ رحمهالله ـ هذا بأن قرّر أن هذا من باب عطف العام على الخاص فأحسن حمل الكلام ورفع الوهم والإيهام.