الأدلة النيرات ، وتصفحوا كلام باب مدينة العلم أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين (صلوات الله عليهما وعلى آلهما) فهو أول المتكلمين ورأس الموحدين ، فنسجوا على منواله ، واحتذوا على مثاله ، فزكت عقائدهم ، وصفت مشاربهم ، وكثرت مؤلفاتهم ، وردوا على خصومهم ، فأناروا السبيل لطالب الحق ، جزاهم الله عن الإسلام وأهله خيرا ، وإنّ من أحسن ما ألّف في هذا الفن هذا الكتاب الذي نقدّم له وهو الكتاب المسمى ب (الإصباح) ، فهو كتاب نفيس على صغر حجمه ، قد جمع مؤلفه أمهات المسائل ولخص واضحات الدلائل ، فهو تذكرة للمنتهي وتبصرة للمبتدئ ، فهو اللباب ، والعذب الخالص المستطاب ، ولرجاء النفع به فقد قمت بتصحيح أصله وبتكميل الناقص منه ، وبتعليقات وجيزة إكمالا للفائدة ، وبترقيم الآيات التي احتج بها المؤلف وبإشارات خاطفة حول تراجم رجاله ، وليس عملي هذا كما يقوم به المحققون من أهل العصر ، وإنما هو عبارة عن إخراج الكتاب إلى حيز الوجود.
ترجمة المؤلف
هذه نبذة يسيرة من ترجمة مؤلف كتابنا هذا (الإصباح على المصباح) ، مأخوذة من الكتب التاريخية من كتاب (الأنوار البالغة شرح الدامغة) للعلامة : الحسن بن صلاح الداعي ـ رحمهالله ـ ومن (التحف شرح الزلف) للمولى العلامة : مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي اليحيوي متع الله بحياته ، ومن (طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى) المطبوع باسم تاريخ اليمن لعبد الله بن علي الوزير ـ رحمهالله ـ قال في الدامغة :
والبدر ناصر دين الله سيدنا |
|
الناصر القوم إبراهيم خير ولي |
سبط الأئمة من أبناء فاطمة |
|
من الوجود وعين الآل عن كمل |
داع أقام لأهل العلم دولته |
|
وفيه ألّف علما غير ذي خلل |