والجواب : أنّا لا نسلّم بطلانه بل يصح دخول الزيادة فيه ، فمن كانت طاعته أكثر كان إيمانه أكثر ، وعلى هذا قال : (فَزادَتْهُمْ إِيماناً) وقال : (أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً).
قالوا : وردت آيات كثيرة تعطف الأعمال الصالحة على الإيمان نحو قوله تعالى : (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً) ونحوها ، وحق العطف المغايرة؟
قلنا : إنّا لم ندّع أن كل لفظة اشتقت من الإيمان ، فإنها لا تستعمل إلا في المعنى الذي قلناه ، وأنه لا يجوز استعمالها في الذي وضعت له في الأصل ، فلا مانع من أن تكون هذه اللفظة التي ذكرها الله في هذه الآيات مبقّاة على أصل الوضع فلا يقدح في كلامنا ، ويكون العطف قرينة المجازية ، وغير ذلك من الآيات الواردة بلفظ الإيمان في حق من ليس بمؤمن شرعا ، مؤول بما ذكر كقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ) [الصف : ٢] ونحو : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [الحجرات : ٩] (فثبت بذلك) التقرير (أن الفاسق لا يسمى مؤمنا ولا كافرا ولا منافقا) وبطل ما قاله المخالفون.