الأشاعرة (١).
أو لأنّها مقدّمة حفظ بيضة الإسلام من استيلاء الكفّار الواجب علينا ، ضرورة عدم إمكانها إلّا بها ، كما هو تقرير بعضهم. ومن هنا قالوا : إنّها تثبت بالاجتهاد واختيار الأمّة ؛ لأنّها من الفروع (٢).
والفروع كلّها تثبت بالاجتهاد من الظّنون والأقيسة والاستحسان وباختيار الأمّة ، لأنّها مقدّمة الواجب ، والمقدّمات تحصيلها موكول إلى المكلّف.
وذهب أصحابنا إلى أنّ الخلافة نيابة إلهيّة عن النبوّة بالنصّ والتسليم ، لا بالرأي والترجيم (٣) ، وبالوحي والتنزيل ، لا بنظر العقل العليل (٤). قال الله تعالى : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) (٥) (٦).
ومن هنا استقرّ مذهب العامّة على اختيار أبي بكر ومن يهوى هواه ، اقتداء للخلف بالسّلف ، والأبناء بالآباء.
واستقرّ مذهب الإماميّة على اختيار عليّ وأولاده الطاهرين عليهمالسلام ، لأنّه المنصوص عليه من الله ورسوله اتّفاقا (٧).
أمّا الخاصّة فظاهر ، وأمّا العامّة فلأنّه لا نصّ في غيره [أي في غير عليّ عليهالسلام]
__________________
(١) شرح المقاصد ٥ : ٢٣٧ ، ٢٣٨.
(٢) شرح المواقف ٨ : ٣٤٤ ، ٣٥٢ ؛ شرح المقاصد ٥ : ٢٥٢ ، ٢٥٤ ، ٢٥٦.
(٣) الترجيم : من الرّجم ، وهو التكلّم من غير دليل وبرهان. محمّد حسين
(٤) شرح تجريد العقائد ٣٦٥ ؛ نهج الإيمان ٣٦.
(٥) الأنعام : ١٢٤.
(٦) مفعول لا علم كما هو رأى بعضهم ، أو لفعل مقدّر دلّ عليه المذكور ؛ كما هو مشي بعضهم. أو منصوبة كما عليه بعضهم وهي دالة على مدّعا على كلّ تقدير كما لا يخفى ولقد بيّنا المختار منها في كتابنا الموسوم شرح الصمديّة. محمد حسين
(٧) الأصول من الكافي ١ : ١٨٨ ، ٢٧٥ ؛ شرح تجريد العقائد ٣٨٠.