دعيت ، وتحيا إذا حيّيت ، وتقف على عقر حوضي تسقي من عرفت ، فكان عليّ عليهالسلام يقول : والّذي نفسي بيده ، لأذودنّ من حوض رسول الله صلىاللهعليهوآله أقواما من المنافقين ؛ كما تذاد غريبة الإبل عن الحوض ترده.
ثمّ أقول : هنا فوائد :
الأولى : قوله صلىاللهعليهوآله «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» يفيد الوزارة والخلافة والوصاية والأخوّة لعليّ عليهالسلام من محمّد صلىاللهعليهوآله ، لأنّ هارون كان وزير موسى ، لقوله تعالى (وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً) (١). وكان خليفة موسى لقوله تعالى (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) (٢) وكان وصيّا له ، وكان أخاه ، وإذا تعذّر حمل اخوّته على النسب ، فليحمل على الحسب.
وبالجملة ، كلّ صفة حميدة كانت لهارون من موسى كانت لعليّ عليهالسلام من محمّد صلىاللهعليهوآله ، إلّا النبوّة ، واستثناء النبوّة دليل إرادة عموم المنزلة.
الثانية : الوزارة من الوزر ، وهو الثقل ، وكون هارون وزير موسى عبارة عن تحمّل ما كان على موسى من ثقل إمامة الدّين ، وهذا هو معنى الخلافة ، فيكون ذلك دليلا على خلافة عليّ عليهالسلام من محمّد صلىاللهعليهوآله.
الثالثة : كان هارون شريكا في أمره من اقامة الدّين لعموم المنزلة في حديث المنزلة.
الرابعة : والأخوّة مشاكلة ومشابهة ، يقال للشيء أخو الشيء إذا كان بينه وبينه مشاكلة ومشابهة كلّيّة ، فلمّا آخى رسول الله صلىاللهعليهوآله بين الصّحابة وقرن كلّ قرين بقرينة علمنا مشاكلة كلّ أخوين : كأبي ذر وسلمان ، وأبي بكر وعمر ، فلمّا لم يؤاخ بين عليّ عليهالسلام وبين غيره ؛ بل أخّره وادّخره لنفسه الشريفة ، علمنا أنّ عليّا عليهالسلام لا
__________________
(١) ـ الفرقان : ٣٥.
(٢) ـ الأعراف : ١٤٢.