يوازنه إلّا النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فإنّ الوليّ إنّما يوازن النبيّ ، والنبيّ [يوازن] الوليّ (١).
فكان عليّ عليهالسلام من محمّد صلىاللهعليهوآله كنفسه الشريفة ، كما جعله تعالى نفس النبيّ في آية «أنفسنا» وكان من طينته ونوره. كما تواتر به الأخبار من الفريقين (٢).
وكانا رضيعا لبان واحد من روح القدس ؛ كما أنّ أبا ذر وسلمان كذلك ، وأنّ أبا بكر وعمر كانا أخوين في الدنيا والآخرة أيضا.
وهذا الفعل من النبيّ صلىاللهعليهوآله فيه من التلويح على حقيقة عليّ وبطلان أعدائه ما لا يخفى. وفيه دلالة على أنّ عليّا عليهالسلام ناصر النبيّ صلىاللهعليهوآله في اقامة الدّين كهارون من موسى ، لقوله تعالى (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ) (٣).
الخامسة : فيه إشارة لطيفة على ارتداد هذه الأمّة جلّهم والعكوف على عجل السامريّ ، كما وقع لأمّة موسى ، حيث كفروا بولاية هارون وتركوه إلى العجل واعتكفوا عليه بعد ما ذهب موسى إلى ميقات ربّه ، وإليه أشار بقوله سبحانه
__________________
(١) ـ تقدّم مصادر هذا الحديث من كتب أهل السنّة فراجع.
(٢) ـ انظر : شرف النبيّ ٢٧١ ؛ فردوس الأخبار ٢ : ١٩١ ، ح ٢٩٥٢ ، و ٣ : ٢٨٣ ، ح ٤٨٥١ ؛ المستدرك على الصحيحين ٢ : ٢٤١ ، و ٣ : ١٦٠ ؛ كفاية الطالب ٢٨٠ ـ ٢٨٧ ، الباب ٨٧ ؛ المناقب للخوارزميّ ١٤٥ ؛ مناقب عليّ بن أبي طالب عليهالسلام لابن المغازلي ٨٧ ـ ٨٩ ؛ نظم درر السمطين ٧٩ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩ : ١٧١ ؛ ذخائر العقبى ١٦ ؛ تذكرة الخواصّ ١٥.
الطرائف ١٥ ، ١٦ ؛ عمدة عيون صحاح الأخبار ٢٠٩ ؛ نهج الحقّ وكشف الصدق ٢١٢ ؛ كشف اليقين ١١ ؛ احقاق الحقّ ٤ : ٩٢ ؛ و ٥ : ٢٤٣ ؛ كشف الغمّة ١ : ٩٦.
(٣) ـ القصص : ٣٥.
وعن أنس عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، قال : بعث النبيّ مصدّقا إلى قوم ، فعدوا على المصدّق فقتلوه ، فبلغ ذلك النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فبعث عليّا عليهالسلام فقتل المقاتلة وسبى الذريّة ، فبلغ ذلك النبيّ صلىاللهعليهوآله فسرّه ؛ فلمّا بلغ عليّ أدنى المدينة تلقّاه رسول الله صلىاللهعليهوآله فاعتنقه وقبّل بين عينيه وقال : بأبي أنت وأمّي من شدّ الله عضدي به كما شدّ عضد موسى بهارون.
انظر : شواهد التنزيل ١ : ٥٦١ ؛ نهج الإيمان ٤٠٣ و ٤٠٤.