محمّد صلىاللهعليهوآله من موقف إبراهيم ، وكلّ من كان موقفه أقدم كان إليه أقرب كان أفضل (١).
ثانيها : أنّه يفيد كون عليّ عليهالسلام ساقي حوض النبيّ صلىاللهعليهوآله ، الكوثر ، وهذا مشهور مستفيض أيضا ، وكونه ساقيا بحوض النبيّ صلىاللهعليهوآله ، إشارة لطيفة إلى أنّه صاحب شرعه ودينه وعلمه ، وهو منصب الإمام.
ثالثها : قوله : «تسقي من عرفت» أي كان يتولّدك ويقول بولايتك ، ضرورة أنّه يعرف الكلّ بالسّعادة والشّقاوة ، لقوله تعالى (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) (٢). وهم شهداء الله على الخلق أئمّة الهدى ، سيّدهم عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (٣).
رابعها : قوله عليهالسلام : «لأذودنّ عن حوض رسول الله صلىاللهعليهوآله أقواما من المنافقين» أي من أظهر الإيمان بمحمّد صلىاللهعليهوآله وأبطن الكفر ، وليس إلّا من ارتدّ عن الإسلام والدّين بانكار ولاية أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، وذودهم عن الحوض صورة ذودهم عن الولاية.
خامسها : قوله صلىاللهعليهوآله : «ثمّ يدعى بك لقرابتك منّي» اشارة إلى آية وجوب مودّة ذي القربى في أجر الرّسالة في قوله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي
__________________
(١) ـ يقصد أن أمير المؤمنين عليهالسلام أقرب إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله من إبراهيم عليهالسلام ، وأنّه لذلك ـ أفضل من إبراهيم عليهالسلام.
(٢) ـ الأعراف : ٤٦.
(٣) ـ عن الأصبغ بن نباتة ، قال : كنت جالسا عند عليّ عليهالسلام ، فأتاه عبد الله بن الكواء ، فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله : «وعلى الأعراف رجال ...» فقال : ويحك يا ابن الكواء نحن نوقف يوم القيامة بين الجنّة والنّار ، فمن ينصرنا عرفناه فأدخلناه الجنّة ، ومن أبغضناه عرفناه بسيماه فأدخلناه النّار ، فلا يدخل الجنّة إلّا من عرفنا وعرفناه ، ولا يدخل النّار إلّا من أنكرنا وأنكرناه.
انظر : الأصول من الكافي ١ : ١٨٤ ح ٩ ؛ تفسير العيّاشيّ ٢ : ١٨ ح ٤٤ ؛ الصواعق المحرقة ١٦٩ ؛ مطالب السئول ١٨ ؛ كشف الغمّة ١ : ٣٢٤ ؛ مجمع البيان ٢ : ٤٢٣.