تأليف قلوبهم وتفهيم الحقيقة.
ثمّ إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله طلب الوزارة لأهله ، كموسى ، فخرج الأمر من غير أهله ، ثمّ فسّره بعليّ ليكون نصّا في المطلوب. ثمّ إنّه قال كما قال موسى في هارون «أشركه» أي عليّا «في أمري» في شغلي وشأني وهو تبليغ النواميس الإلهيّة والشرائع الدينيّة والسّياسات الشرعيّة ، فيكون هذا نصّا في المطلوب ، تصريحا بما علم تلويحا من جعله وزيرا ، وقوله تعالى (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي) إشارة لطيفة على اشتراط العصمة في الوزير (١) كما دلّت آية التطهير على طهارة أهل بيته من رجس الآثام وزلل الاقدام. قد تواترت [في ذلك] الأخبار من الفريقين ، كما ستعرفها إن شاء الله تعالى ، مع أنّ نيابة غير المعصوم للمعصوم قبيح في العقول ، ثمّ في تعيّن عليّ عليهالسلام للوزارة عنه والمشاركة في أمره وشغله دلالة [على] أنّه أكمل الأمّة وأليقهم بالخلافة والوزارة وقيامه مقام النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فإنّ القيام مقام النبوّة ليس إلّا الولاية العامّة.
وقوله «أخي» نصّ على أخوّته المحمولة على الحسبي في الصفات ، ومكارم الأخلاق ، وقوله (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) دليل على أنّه مماثل النبيّ صلىاللهعليهوآله نيابة لا أصلا واستقلالا ، فإنّ شدّ الأزر لا يكون إلّا من الأقوى أو المماثل ، والأوّل باطل ،
__________________
(١) ـ أخرج الفريقان أنّ هذه الآيات نزلت في عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ؛ انظر : معاني الأخبار ٧٤ ـ ٧٩ ؛ أمالي الطوسي ٢ : ٢٥٥ ؛ الاحتجاج للطبرسيّ ١ : ١١٨ ؛ نهج الحقّ وكشف الصدق ٢٢٩ ؛ خصائص الوحي المبين ١٣٩ ؛ الطرائف ٥١ ، ١٣٣ ؛ كشف اليقين ٢٧٩ ؛ الرسالة السعديّة ٢٤ ؛ كنز الفوائد ٢٧٤ ؛ إعلام الورى ١٧١.
سنن الترمذيّ ٥ : ٦٣٨ ؛ سنن ابن ماجة ١ : ٤٢ ؛ المعجم الكبير ١ : ١٠٨ ـ ١١٠ ؛ خصائص النسائي ٧٦ ـ ٩٥ ؛ كفاية الطالب ٢٤٨ ؛ الصواعق المحرقة ١١٩ ؛ الدرّ المنثور ٤ : ٢٩٥ ؛ التفسير الكبير ١٢ : ٢٦ ؛ تفسير ابن كثير ٣ : ٣٥٠ ؛ مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي ٣٢٨ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٤٧٨ ـ ٤٩٠ ؛ المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٠٨ ، ١٠٩ ؛ الرياض النضرة ٢ : ١٦٣ ؛ تاريخ بغداد ١ : ٣٢٤ ، ٣٢٥ ، و ٨ : ٥٢ ، ٥٣ ؛ تفسير الطبريّ ١٩ : ٧٤.