دينكم ... وأنا الصّهر ، يقول الله عزوجل (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) (١).
أقول : الّذي يختلج بالبال في رفع الاشكال أمران :
أحدهما : أن يكون الغرض بيان أنّ تزويج فاطمة من عليّ عليهالسلام كان بقضاء من الله وأمره (٢). ليكون نسل النبيّ صلىاللهعليهوآله من صلب عليّ عليهالسلام في مجمع البحرين : بحر ماء النبوّة وبحر ماء الفتوّة ، وهي الولاية ، [و] ستعرفه إن شاء الله في (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ).
والثاني : أن يكون الغرض منه الإشارة إلى اتّحاد محمّد وعليّ عليهماالسلام في النور والحقيقة الإلهيّة ، ففي الأمالي : عن أصحابنا بإسناده إلى أنس بن مالك ـ من الصحابة المخالفين لعليّ عليهالسلام ـ عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، قال : قلت له : يا رسول الله ، عليّ أخوك؟ قال : إنّ الله عزوجل خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاث
__________________
(١) ـ معاني الأخبار ٥٨ ـ ٦٠.
(٢) ـ مسند أحمد ١ : ٨٤ ، ٩٣ ، ١٠٦ ، ١٠٨ ؛ الإصابة ٢ : ٨١ ؛ نظم درر السمطين ١٨٦ ؛ المناقب للخوارزميّ ٣٣٦ ـ ٣٤٣ ؛ مجمع الزوائد ٩ : ٣٣٠ ـ ٣٣٧ ؛ فرائد السمطين ١ : ٩٠ ؛ كفاية الطالب ٢٦٤ ؛ الرياض النضرة ٢ : ١٨٣ ؛ الصواعق المحرقة ٨٤ ، ٨٥ ؛ الذرّيّة الطاهرة للدولابيّ ٩٣ ـ ٩٨ ؛ كشف اليقين ١٩٥ ؛ كشف الغمّة ١ : ٣٤٨ ، ٣٩٥ ؛ فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام لابن عقدة ١٠٥ ـ ١٠٩ ؛ كتاب الولاية لابن عقدة ١٦٨ ، ١٧١ ؛ منهاج الكرامة ١٤٢ ؛ الطرائف ٧٦ ؛ مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٣ : ٣٩٣ ـ ٤٠٥ ، وفيه : للسيّد الحميري :
نصب الجليل لجبرئيل منبرا |
|
في ظلّ طوبى من متون زبرجد |
شهد الملائكة الكرام وربّهم |
|
وكفى بهم وبربّهم من شهّد |
وتناثرت طوبى عليهم لؤلؤا |
|
وزمرّدا متتابعا لم يعقد |
وفيه أيضا للعبديّ :
وزوّج في السماء بأمر ربّي |
|
بفاطمة المهذّبة الطّهور |
وصيّر مهرها خمسا بأرض |
|
لما تحويه من كرم وحور |
فذا خير الرجال وتلك خير |
|
النساء ومهرها خير المهور |