فقالوا : أنصفت يا محمّد ، فمتى نأت نباهلك؟ قال : غدا إن شاء الله تعالى ؛ فانصرفوا ، فقال : رؤساؤهم (١) السيّد والعاقب والأيهم (٢) إن خرج في عدّة من أصحابه باهلناه ، فإنّه ليس نبيّا ؛ وإن خرج في أهله وخاصّته ، فلا نباهله ، فإنّه لا يقدم إلى أهل بيته (٣) ، إلّا وهو صادق ، لئن باهلتموه لنهلكنّ ؛ فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى العالية ومن حولها ، فلم يبق بكر ولا عانس إلّا وقد خرجت (٤).
قال أبو إسحاق (٥) الثعلبيّ (٦) من أكابر علماء المخالفين في تفسيره : فغدا رسول الله صلىاللهعليهوآله محتضنا الحسين ، آخذا بيد الحسن ، وفاطمة خلفه ، وعليّ عليهمالسلام بين يديه ، ورسول الله محتضنا الحسين ، آخذا بيد الحسن ، وفاطمة خلفه ، وعليّ عليهالسلام بين يديه ، ورسول الله يقول : إذا دعوت فأمّنوا ، فلمّا رأى النصارى خافوا وقال لهم الأسقف منهم : يا معشر النصارى ، إنّي لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله ، فلا تباهلوه فتهلكوا ؛ فجاءوا إليه وقالوا : يا محمّد ، أقلنا من المباهلة أقالك الله ، نعطيك الرّضا فاعف عنّا ، فصالحهم رسول الله صلىاللهعليهوآله على الجزية فانصرفوا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله والّذي نفسي بيده ، لو خرجوا لأملأنّ عليهم الوادي نارا.
__________________
(١) قال ابن طاوس في الإقبال ٢ : ٣١٣ : فأقبل عليه صلىاللهعليهوآله السيّد ، واسمه أهتم بن النعمان ، والعاقب ، واسمه عبد المسيح بن شرحبيل ، وهو عميد القوم وأميرهم وصاحب رأيهم.
وقال الواحديّ النيسابوريّ في أسباب النزول ٦١ : قدم وفد نجران ـ وكانوا ستّين راكبا ـ على رسول الله صلىاللهعليهوآله وفيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم ، وفي الأربعة عشر ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم ، فالعاقب أمير القوم وصاحب مشورتهم الّذي لا يصدرون إلّا عن رأيه ، واسمه عبد المسيح ، والسيّد إمامهم وصاحب رحلهم ، واسمه الأيهم ، وأبو حارثة بن علقمة أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم.
(٢) في الأصل : «الأهتم».
(٣) أي مع أهل بيته.
(٤) تذكرة الخواصّ ١٤.
(٥) وفي الأصل أبو الحسن والصحيح ما أثبتناه.
(٦) تفسير الثعلبيّ ٣ : ٨٥ ؛ أسباب النزول ٦٨.