وجه الدلالة : أنّه لا خلاف بين الأمّة أنّه لم يخرج في ذلك اليوم مع النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى المباهلة إلّا عليّ وفاطمة والحسنان عليهمالسلام ، رواه أصحابنا متواترا (١).
ومن علماء المخالفين : رواه مسلم في صحيحه (٢) ، والحميديّ في الجمع بين الصحيحين في مسند سعد بن وقّاص في الحديث السادس من أفراد مسلم ، ورواه الثعلبيّ (٣) والكلبيّ (٤) ومقاتل (٥) في تفاسيرهم.
وحكاه ابن طاوس في الإقبال (٦) عن الحافظ بن مردويه ، وعبد الله بن عبّاس ، وجابر بن عبد الله الأنصاريّ ، والحسن البصريّ ، والشعبيّ ، والسّدّيّ ، كلّهم من علماء الجمهور.
والفاضل سبط ابن الجوزيّ في تذكرة الخواصّ (٧) عن ابن عبّاس ، والزمخشريّ في كشّافه (٨) في تفسير الآية.
وبالجملة : لم أجد بين الأمّة ورواياتهم عن الصحابة والأئمّة خلافا في أنّ أصحاب الكساء في المباهلة مع النبيّ صلىاللهعليهوآله إنّما كان عليّا وفاطمة والحسنين وجدّهم صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين (٩).
__________________
(١) تأويل ما نزل من القرآن الكريم ٨٧ ـ ٩٢.
(٢) صحيح مسلم ٢ : ٢٣٧ ؛ و ٤ : ١٨٧١ ، كتاب فضائل الصحابة.
(٣) عمدة عيون صحاح الأخبار ١٨٩ ؛ تذكرة الخواصّ ١٥.
(٤) تفسير الدرّ المنثور ٢ : ٣٩ ؛ شواهد التنزيل ١ : ١٥٩ ـ ١٦٠ كلاهما عن الكلبيّ.
(٥) رواه عن مقاتل : ابن البطريق في عمدة عيون صحاح الأخبار ١٨٩ ـ ١٩٠.
(٦) إقبال الأعمال ٢ : ٣٤٩.
(٧) تذكرة الخواصّ ١٤.
(٨) تفسير الكشّاف ١ : ٣٦٨ ـ ٣٧٠.
(٩) دلّت الآية النّازلة ـ أي آية المباهلة ـ على إمامة عليّ عليهالسلام ، وأنّه من أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ودلّت أيضا على أفضليّة المرتضى عليهالسلام على جميع الصحابة لأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لم يدع أحدا من بني هاشم ، ولا من الصحابة غير أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ؛ كما لم يدع غير فاطمة عليهاالسلام من النساء ، وغير الحسن والحسين عليهماالسلام من البنين ، على ما نصّ عليه المؤرخون وعلماء التفسير من العامّة والخاصّة.