أيضا. ولا يراد منه الملكيّة الشرعيّة حتّى يصحّ له بيعه ضرورة ، فيكون معناه التشبيه في وجوب الطّاعة عليه وأولويّة المولى في أمره ، فيتمّ به الغرض أيضا.
ح : الناصر ، ومنه قوله تعالى : (بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ) (١). ولو أريد منه معنى الناصر كان معنى قوله «من كنت ناصره» فعليّ ناصره أيضا ، ضرورة اتّحاد معنى مولويّة النبيّ صلىاللهعليهوآله مع مولويّته عليهالسلام ، ومعنى نصرة الرسول لأمّته لا يصحّ ولا يناسب إلّا بمعنى هدايته ونصرته على الأبالس ونفسه الأمّارة ، وبه يتمّ المرام.
ط : المحبّ ، ومحبّة الرّسول ، لأنّه ليس إلّا من جهة الهداية.
ي : السيّد المطاع ، وهو المولى المتبادر عند الإطلاق.
يا : المولى ، بمعنى الأولى ، ومنه قوله تعالى (فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ) (٢) أي أولى بكم (٣).
ذكره أبو عبيدة (٤) ، واستدلّ بشعر لبيد (٥) ، والأخطل (٦) ، ووافقه في ذلك ابن قتيبة (٧)
__________________
(١) سورة محمّد صلىاللهعليهوآله : ١١.
(٢) الحديد : ١٥.
(٣) قال الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب (٢٩ : ٢٢٧) : «هي موليكم» أي أولى بكم ؛ وقال البخاريّ في صحيحه (٨ : ١٨٣) : مولاكم ، أي أولى بكم ؛ وقال الزمخشريّ في تفسيره (الكشّاف ٣ : ٣١٠) «والله موليكم» ... (سورة التحريم : ٢) : سيّدكم ومتولّي أموركم ، وقيل : مولاكم أولى بكم من أنفسكم. وانظر أيضا : تفسير الطبري ٢٧ : ٢٢٨ ؛ الجامع لأحكام القرآن للقرطبيّ ١٧ : ٢٤٨.
(٤) غريب الحديث ١ : ٤٤١ ؛ وانظر أيضا عبقات الأنوار ٢ : ٤٩٦.
(٥) وهو قول لبيد :
فغدت كلا الفرجين تحسب أنّه |
|
مولى المخافة خلفها وأمامها |
مجاز القرآن لأبي عبيدة ٢ : ٢٥٤ ، ديوان لبيد ١٧٣.
قال أحمد بن محمّد الشهاب القاضي في حاشيته على تفسير البيضاويّ (٨ : ١٦٢) : فغدت كلا الفرجين ...
أي غدت البقرة الوحشيّة لما نفرت لفزعها من الصيّاد لا تدري ذلك الصيّاد خلفها أم قدّامها ، فتحسب كلا