الرواية ، أخذا من قوله تعالى (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) (١) [فلمّا سألهم النبيّ صلىاللهعليهوآله] فقالوا : بلى ، قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ؛ كما رواه أحمد بن حنبل بإسناده عن زيد بن أرقم ، وقد مضى ، ونحوه في حديث حذيفة بن رشيد الغفاريّ.
رواه المحدّث الحسيني (٢) عطاء الله بن فضل الله في أربعينه في مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : لمّا صدر رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ أي رجع ـ من حجّة الوداع ، نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهنّ ، ثمّ بعث إليهنّ فقمّ ما تحتهنّ من الشّوك ثمّ عمد إليهنّ فصلّى تحتهنّ ، ثمّ قام فقال : أيّها النّاس إنّ الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ يعني عليّا ـ اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه. الحديث.
ويشهد به أيضا في ذيل الحديث «اللهمّ أدر الحقّ معه حيث كان» ، ورواه الترمذيّ (٣) في جامعه ، وأبو المؤيّد الجزريّ (٤) في مناقبه ، وفي رواية أحمد (٥) عن بريدة عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من كنت وليّه فعليّ وليّه.
وظاهر أنّ الوليّ هو الأولى بالمولّى عليه ؛ ويؤيّده روايات ، ووردت آية (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية ، في حقّه ، وهذه المولويّة الّتي قالها النبيّ صلىاللهعليهوآله ، في حقّ عليّ عليهالسلام يوم غدير خمّ إنّما هي تفسير قوله تعالى (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) وقوله تعالى (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) وهذا نصّ صريح على إمامته وولايته عليهالسلام على كافّة الأمّة ، سواء أخذ المولى بمعنى الأولى ، أو بمعنى السيّد المطاع ، إذ المعنيان متقاربان ، وغيرهما من المعاني غير ظاهر عنه عند الاطلاق
__________________
(١) الأحزاب : ٦.
(٢) الأربعين للمحدث الحسينيّ ٤١.
(٣) سنن الترمذيّ ٥ : ٢٩٧.
(٤) أسنى المطالب ٤٨.
(٥) مسند أحمد بن حنبل ١ : ٣٣١.