عليّ عليهالسلام بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله وكمل ، فلا يكون غيره إلّا بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة ، وكلّ ضلالة سبيلها إلى النار (١).
ومن طريق أصحابنا في قوله تعالى في المائدة أيضا (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ) (٢) الميثاق ميثاق ولاية عليّ عليهالسلام لمّا أخذه النبيّ صلىاللهعليهوآله عليهم فقالوا : (سَمِعْنا وَأَطَعْنا) ، ثمّ نقضوه.
رواه عليّ بن إبراهيم القمّيّ في تفسيره (٣) (إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَأَطَعْنا) كما قال عمر : بخ بخ يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة (٤) ، ثمّ نقضوه واتّفقوا على مخالفة الله ورسوله في ولاية عليّ عليهالسلام. (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) أي بما في صدوركم من المخالفة وبغض عليّ عليهالسلام ونحو ذلك ؛ وهذا إشارة إلى مخالفتهم بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، كما فعلوا.
وفي بعض روايات العامّة (٥) والخاصّة (٦) نزول آية الكمال قبل آية التبليغ وبعد قوله تعالى (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية نزلت في حجّة الوداع عصر يوم عرفة والنبيّ صلىاللهعليهوآله واقف بعرفات ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : أمّتي حديثو عهد بالجاهليّة ، فمتى أخبرتهم بهذا في ابن عمّي ، يقول قائل ... الخ. ويمكن الجمع بنزولها عليه مرّتين (٧) تأكيدا ، وفي صدر هذه الآية قوله (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ) ، وذلك لمّا نزلت ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام.
__________________
(١) الخصال ٣٩٣ ؛ بحار الأنوار ٢ : ٣٠١.
(٢) المائدة : ٧.
(٣) تفسير القمّيّ ١ : ١٦٣ ؛ اللوامع النورانيّة ١٠٠.
(٤) إثبات الوصيّة ١٠٣ ؛ الكنى والأسماء للدولابيّ ١ : ٣٤٩ ؛ و ٢ : ١٠٥ ، ١٧٢ ؛ المعجم الأوسط للطبرانيّ ١ : ١١١.
(٥) أسباب النزول للواحدي ١٢٦.
(٦) التفسير للعياشيّ ١ : ٢٩٣.
(٧) تذكرة الخواصّ ٣٠.