بيته ، قال : وعليّ سيّد الصادقين. وفي تذكرة الخواصّ قال مجاهد الخطاب لعليّ عليهالسلام ، وهو في حقه على وجه التأكيد (١).
واستدلّ بها أصحابنا على أنّ زمان التكليف لا يخلو من إمام (٢) معصوم يتمّ به الحجّة ، لأنّ الأمر على الاطلاق بالكون مع الصادقين ، ليس معناه إلّا متابعتهم والتزامهم بالمعيّة ، والمشايعة فرع وجودهم ، وإلّا لزم التكليف بالمحال لعدم ما يدلّ على رفعه ، ولا يجب متابعة غير المعصوم عقلا ونقلا ، فوجب ـ لأداء التكليف ـ أن يكون في كلّ قرن إمام معصوم حتّى يكون الكون معه والتزامه بالمتابعة والطاعة ، ولم يكن غير عليّ وأولاده الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين معصوما اتّفاقا ، فانحصر فيهم ، كما رواه الفريقان.
ثمّ ما أقبح ما أوّله به الفخر الرازيّ في تفسيره هنا من أنّ المراد بالصّادقين هو الإجماع ؛ لبعده عن الطبع السليم والفهم المستقيم ، مع أنّه مجاز بلا ريب ، فلا يصار إليه إلّا بالقرينة ، وليست بخلاف ما حملناها عليه من متابعة عليّ وأولاده ، ضرورة عدم كونه مجازا ، إلّا أنّه وجب تقدير رجال معصومين في القرون وأزمنة التكليف ؛ لقبح التكليف والأمر بالكون معهم في السّلوك إلى الله والسير في الله مقدّمة ؛ ولا ضير.
على أنّا نقول : بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله وقبل انعقاد الإجماع ، هل كان من أزمنة هذا التكليف أولا؟ وعلى الأوّل لزم إمّا التكليف بما لا يطاق وهو باطل ، أو الاعتراف
__________________
(١) تذكرة الخواصّ ١٦ ؛ جواهر العقدين ٢٤٥.
(٢) الأصول من الكافي ١ : ١٧٨ ح ١٠ ، باب الأرض لا تخلو عن حجّة ؛ بصائر الدرجات ٤٨٩ ؛ إكمال الدين ٢٠١ ـ ٢٠٤ ؛ علل الشرائع ١٩٥ و ١٩٦ ؛ ثواب الأعمال ٢٤٥ ؛ نهج الحقّ وكشف الصدق ١٦٤ ؛ الإمامة والتبصرة من الحيرة ١٥٧ ـ ١٦٣ ، روى عن يعقوب السرّاج ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : تبقى الأرض بلا عالم حيّ ظاهر يفزع إليه الناس في حلالهم وحرامهم؟ فقال لي : إذن لا يعبد الله يا أبا يوسف. وعن ابن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : قلت له : تبقى الأرض يوما بغير إمام؟ فقال : لا.