وقد تواتر ذلك عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في الأخبار من الطرفين وكتب السّير ـ كما لا يخفى ـ مضافا إلى أخبار اتّحادهما في النّور بقوله : أنا وعليّ من نور واحد (١) ، وآية «أنفسنا» ؛ ضرورة أنّ نفس الرسول من الرسول ، بل لا أقرب منه من ذلك ، وكلّ ذلك دليل على أنّ المراد بالشاهد منه في الآية الشريفة هو عليّ بن أبي طالب ليس إلّا (٢).
وبطل قول الرازيّ في تفسيره ، إذ إنّه من تفاسير الآية ، لا أنّه متعيّن فيه ، إذ حمل على أنّ المراد بالشاهد منه هو لسانه الشريف ، وهو حمل بعيد مخالف للنصوص المذكورة ، مع أنّه يكفي في المطلوب ، لأنّه إذا كان ذلك من تفسيرها ثبت المدّعى به أيضا ، وهو أنّ عليّا هو الشاهد من رسول الله صلىاللهعليهوآله في الآية ، مضافا إلى دلالة العرف والمحاورة أنّ الشاهد من رسول الله صلىاللهعليهوآله هو من أهل بيته ، ومن نوره ، وعليّ سيّد أهل بيته.
فائدة
قوله صلىاللهعليهوآله : «عليّ منّي» يدلّ على مكانة أمير المؤمنين ومنزلته من رسول الله صلىاللهعليهوآله من كاهل المجد إلى أعلى ذروته ، فإنّه صلىاللهعليهوآله لمّا قال : سلمان منّا أهل البيت (٣). دلّ
__________________
البغويّ المسمّى بمعالم التنزيل ٢ : ٢٦٧ ؛ ذخائر العقبى ٦٩ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٣٠٨ ؛ الخصال ١ : ٢٧٩ ؛ معاني الأخبار ٢٩٨ ؛ تفسير القمّيّ ١ : ٢٨٢ ؛ مجمع البيان ٥ ، ٣ ؛ كشف الغمّة ١ : ٤١١ ؛ مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٢ : ١٤٥ ؛ أسرار الإمامة ١٧٤.
(١) نظم درر السمطين ٧٩ ؛ الطرائف ١٥ ، ١٦ ؛ العمدة لابن البطريق ٤٤ ؛ أسرار الإمامة ٣٨٧ ؛ وانظر صدر الحديث في مسند أحمد بن حنبل ٥ : ٣٥٩ ؛ سنن الترمذيّ ٥ : ٢٩٦ و ٣٠٠ ؛ المستدرك على الصحيحين ٢ : ٢٤١.
(٢) الطرائف ٧٩ ؛ بحار الأنوار ٣٥ : ٣٩٣.
(٣) ذكر أخبار أصبهان ١ : ٥٣ ؛ البداية والنهاية ٢ : ١٦٨ ؛ الجامع الصغير ٢ : ٥٢ ؛ أسرار الإمامة ١٩٧ ؛ معارج النبوّة الركن الرابع ٢٦ ، ١٢٤ ؛ بصائر الدرجات ١٧.