باب
ذكر البيان أنّ القلم لمّا جرى بما هو كائن
كان فيما جرى ما يفعله بنو آدم من خير وشر
قال الله ـ عزوجل ـ : (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ) (١) قلت وما جفت به الأقلام وجرت به المقادير على علم الله ـ عزوجل ـ فكل امرئ ميسّر لما خلق له ، لا يجوز وقوع الخلف فيه.
قال الله عزوجل : (وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) (٢).
٢٨ ـ أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، أخبرنا أبو بكر بن داسة ، حدّثنا أبو داود ، حدّثنا يحيى عن عثمان بن غياث قال : حدّثني عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن قالا : لقينا عبد الله بن عمر فذكرنا له القدر فذكر الحديث عن عمر بن الخطّاب عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : وسأله رجل من مزينة أو جهينة فقال : يا رسول الله فيم نعمل العمل ، في شيء خلا أو مضى ، أو شيء نستأنف الآن ، قال : «في شيء خلا ومضى» فقال الرجل وبعض القوم : ففيم العمل؟ قال : «إنّ أهل الجنّة ميسّرون لعمل أهل الجنّة ، وإنّ أهل النار ميسّرون لعمل أهل النّار».
رواه مسلم في «الصحيح» عن محمد بن حاتم ، عن يحيى بن سعيد (٣).
٢٩ ـ أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفّار ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، حدّثنا
__________________
(١) سورة القمر ، الآية (٥٢ ، ٥٣).
(٢) سورة الشمس ، الآية رقم (٧ ، ٨).
(٣) كتاب الإيمان (١ / ٣٨).