١٨٦ ـ وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو العبّاس محمد يعقوب ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عبيد الله المنادي ، حدّثنا يونس بن محمد المؤدب ، حدّثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن يحيى بن يعمر قال : كان رجل من جهينة فيه رهق وكان يتثوب على جيرانه ، ثمّ إنّه قرأ القرآن ، وفرض الفرائض ، وقص على الناس ، ثمّ إنه صار من أمره أنّه زعم أنّ العمل أنف ، من شاء عمل خيرا ، ومن شاء عمل شرا. قال : فلقيت أبا الأسود الديلي فذكرت ذلك له فقال : كذب ، ما رأينا أحدا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلّا يثبت القدر ، ثمّ إني حججت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري ، فلمّا قضينا حجنا قلنا نأتي المدينة ، فنلقى أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنسألهم عن القدر قال : فلما أتينا المدينة لقينا إنسانا من الأنصار ، فلم نسأله ، قال : قلنا حتى نلقى ابن عمر أو أبا سعيد الخدري قال : فلقينا ابن عمر كفه عن كفه ، قال : فقمت عن يمينه وقام عن شماله قال : قلت أتسأله أو أسأله قال : لا بل سله ؛ لأني كنت أبسط لسانا منه قال : قلنا : يا أبا عبد الرحمن : إنّ ناسا عندنا بالعراق قد قرءوا القرآن ، وفرضوا الفرائض ، وقصوا على الناس يزعمون أنّ العمل أنف ، من شاء عمل خيرا ، ومن شاء عمل شرا ، قال : فإذا لقيتم أولئك فقولوا : يقول ابن عمر : هو منكم بريء ، وأنتم منه براء ، ابن عمر منكم بريء ، وأنتم منه براء ، فو الله لو جاء أحدهم من العمل ، أو قال أخذ أحدهم / مثل أحد ما تقبل منه حتى يؤمن بالقدر ، حدّثني عمر ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ موسى لقي آدم فقال : يا آدم أنت خلقك الله بيده ، وأسجد لك ملائكته ، وأسكنك الجنّة ، فو الله لو لا ما فعلت ما دخل أحد من ذريتك النّار ، قال : فقال : يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وتكليمه ـ وفي رواية الرّزاز «برسالته وبكلمته» ـ تلومني فيما قد كان كتب عليّ قبل أن أخلق ، فاحتجا إلى الله تبارك وتعالى ، فحجّ آدم موسى فاحتجّا إلى الله ، فحجّ آدم موسى ، فاحتجا إلى الله ، فحجّ آدم موسى» لقد حدّثني عمر أن رجلا في آخر عمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم جاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
فذكر حديث الإيمان بطوله وقال فيه : ما الإيمان؟ قال : «أن