٥٨٢ ـ أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنا أبو الحسن محمد بن الحسن السرّاج ، نا عبد الله بن غنام بن حفص بن غياث ، نا علي بن حكيم ، نا شريك ، عن سالم ، عن سعيد ـ هو ابن جبير ـ : (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) (١) قال : أما إنّ القرد أو أست القرد ليس بأحسنه ، ولكنه أحكم خلقه.
٥٨٣ ـ أخبرنا الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ، أنا عبد الخالق بن الحسن ، نا عبد الله بن ثابت قال : أخبرني أبي ، عن الهذيل ، عن مقاتل في قوله : (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) (٢) يعني علم كيف يخلق الأشياء من غير أن يعلمه أحد ، وقوله : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً) (٣) يقول : إلا لأمر هو كائن (ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) (٤) من أهل مكة أنّهما خلقا لغير شيء (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) (٥) قال : ولما أنزل الله في نون والقلم (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) (٦) قال كفار قريش للمؤمنين : إنّا نعطى في الآخرة من الخير ما تعطون فأنزل الله : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) (٧) يقول : أنجعل هؤلاء كالمفسدين في الأرض بالمعاصي ، ثمّ قال : (أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) (٨) وقوله : (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) (٩) يقول : لم يخلقهما باطلا لغير شيء وقوله : (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ) (١٠) في يومين (طِباقاً) بعضها فوق بعض ، بين كل سماءين مسيرة خمسمائة سنة (١١) وغلظ كل سماء مسيرة خمسمائة سنة (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ) (١٢) يقول : ما يرى ابن آدم في خلق السموات من خلل ، يعني من عيب (فَارْجِعِ الْبَصَرَ) يقول : أعد (١٣) / البصر الثانية إلى السموات (هَلْ
__________________
(١) سورة السجدة ، الآية رقم (٧).
(٢) سورة السجدة ، الآية رقم (٧).
(٣) سورة ص ، الآية رقم (٢٧).
(٤) سورة ص ، الآية رقم (٢٧).
(٥) سورة ص ، الآية رقم (٢٧).
(٦) سورة القلم ، الآية رقم (٣٤).
(٧) سورة ص ، الآية رقم (٢٨).
(٨) سورة الأنعام ، الآية رقم (٧٣).
(٩) سورة الملك ، الآية رقم (٣).
(١٠) سورة الملك ، الآية رقم (٤).
(١١) في الأصل [عام سنة] وكلاها جاءت بها الروايات ، وهما بمعنى واحد.
(١٢) سورة الملك ، الآية رقم (٤).
(١٣) في الأصل : «أعدل» وهو خطأ.