تَرى) يا ابن آدم في السموات (مِنْ فُطُورٍ) يعني من فروج (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ) يقول : أعد البصر الثانية (يَنْقَلِبْ) يعني يرجع (إِلَيْكَ) يا ابن آدم (الْبَصَرُ خاسِئاً) يعني إذا اشتد البصر يقع الماء في العين فهذا معنى قوله (خاسِئاً) يعني صاغرا (وَهُوَ حَسِيرٌ) يعني كالّ منقطع لا ترى فيها عيبا ولا فطورا.
٥٨٤ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : أنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب ، نا العبّاس بن محمد ، نا محمد بن الصلت ، نا بشر بن عمارة ، نا أبو [روق] (١) ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله ـ عزوجل ـ : و (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ) (٢) يقول : من تشقق (فَارْجِعِ الْبَصَرَ) أيها الكافر (هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ) هل ترى من تشقق قال : (يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ) يقول : كليل والكليل الضعيف.
٥٨٥ ـ أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسن الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد ، نا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ) (٣) يعني الكفار الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم ، فيقولوا : لا إله إلّا الله ، ثمّ قال : (وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ) (٤) وهم عباده المخلصون الذين قال : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) (٥) فألزمهم شهادة أن لا إله إلّا الله وحببها إليهم.
وفي قوله : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) (٦) يقول : بيّنا لهم.
وفي قوله : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) (٧) يقول : أمر.
__________________
(١) في الأصل [روهي] وهو خطأ والصحيح ما أثبت كما في مصادر ترجمته ، وهو عطية بن الحارث الهمداني الكوفي ، صاحب التفسير ، انظر : «تهذيب التهذيب» (٧ / ٢٢٤).
(٢) سورة الملك ، الآية رقم (٤).
(٣) سورة الزمر ، الآية رقم (٧).
(٤) سورة الزمر ، الآية رقم (٧).
(٥) سورة الحجر ، الآية رقم (٤٢) ، وسورة الإسراء الآية رقم (٦٥).
(٦) سورة فصلت ، الآية رقم (١٧).
(٧) سورة الإسراء ، الآية رقم (٢٣).