الباب الأربعون
في قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً)
من طريق الخاصة وفيه خمسة عشر حديثا
الحديث الأول : علي بن إبراهيم في تفسيره قال : حدثني أبي عن صفوان بن يحيى عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «آخر فريضة انزلها الله الولاية ، ثم لم ينزل بعدها فريضة ثم أنزل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) بكراع الغميم فاقامها رسول اللهصلىاللهعليهوآله بالجحفة فلم ينزل بعدها فريضة» (١).
الحديث الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدّثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن علي الهاروني قال : حدثني أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيم عن الحسن بن القاسم بن الرقام قال : حدثني القاسم بن مسلم عن أخيه عبد العزيز بن مسلم قال : كنا في أيام الرضا عليهالسلام بمرو فاجتمعنا في مسجد جامعها يوم الجمعة في بدء مقدمنا فاداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها فدخلت على سيدي عليهالسلام فاعلمته بما خاض الناس في ذلك فتبسم عليهالسلام وقال : «يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن أديانهم ، إن الله عزوجل لم يقبض نبيه صلىاللهعليهوآله حتى أكمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شيء بيّن فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج إليه الناس كملا ، فقال عزوجل : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) وأنزل في حجة الوداع وهي آخر عمرة صلىاللهعليهوآله (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) فأمر الإمامة من تمام الدين ولم يمض عليهالسلام حتى بين لأمته معالم دينهم واوضح لهم سبله وتركهم على قصد الحق ، وأقام لهم عليا عليهالسلام علما وإماما وما ترك شيئا تحتاج إليه الأمة إلّا بيّنه فمن زعم أن الله عزوجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب اللهعزوجل ومن رد كتاب الله عزوجل فهو كافر».
وروى هذا الحديث محمد بن يعقوب في الكافي عن أبي محمد القاسم بن أبي العلاء رحمهالله رفعه عن عبد العزيز بن مسلم قال : كنّا مع الرضا عليهالسلام وذكر الحديث وهو طويل ذكرناه بتمامه في الباب
__________________
(١) تفسير القمي : ١ / ١٦٢.