الباب الحادي عشر
في قوله تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ
يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ ...) (١)
من طريق العامة وفيه أربعة أحاديث :
الحديث الأول : عن أنس وبريدة قالا : قرأ رسول الله صلىاللهعليهوآله (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ) إلى قوله (الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) فقام رجل قال : أي بيوت هذه يا رسول الله؟ قال : «بيوت الأنبياء» فقال : يا رسول الله هذا البيت منها بيت علي وفاطمة قال : «نعم من أفاضلها» (٢).
الحديث الثاني : من تفسير مجاهد وأبي يوسف يعقوب ابن سفيان قال ابن عباس في قوله تعالى : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً) أن دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة فنزل عند احجار الزيت ثم ضرب بالطبول ليأذن بقدومه ومضوا الناس إليه إلّا على والحسن والحسين وفاطمة وسلمان وأبو ذر والمقداد وصهيب وتركوا النبي صلىاللهعليهوآله قائم يخطب على المنبر فقال النبي صلىاللهعليهوآله : «لقد نظر الله يوم الجمعة إلى مسجدي فلو لا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في مسجدي لاضطرمت المدينة على أهلها نارا وحصبوا بالحجارة كقوم لوط ونزل فيهم (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ)» (٣).
الحديث الثالث : الثعلبي في تفسيره في تفسير الآية برفع الإسناد إلى أنس بن مالك قال قرأ رسول الله صلىاللهعليهوآله هذه الآية فقام رجل فقال يا رسول الله أي بيوت هذه يا رسول الله؟ قال : «بيوت الأنبياء» فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها ، يعني بيت علي وفاطمة؟ قال : «نعم من أفاضلها» (٤).
الحديث الرابع : الثعلبي في تفسيره في معنى الآية قال : حدّثنا المنذر بن محمد القابوسي حدّثنا الحسين بن سعيد حدثني أبي عن أبان بن تغلب عن مصقع بن الحرث عن أنس بن مالك وعن بريدة قالا : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : هذه الآية (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) ... إلى قوله : (وَالْأَبْصارُ) فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها يعني بيت علي وفاطمة قال نعم : «من أفاضلها» (٥).
__________________
(١) النور : ٣٦.
(٢) الدر المنثور : ٥ / ٥٠.
(٣) مناقب آل أبي طالب : ١ / ٤٠٧.
(٤) العمدة : ١٥٢ عن الثعلبي.
(٥) العمدة : ١٥٢ عن الثعلبي.