الباب الثامن والعشرون
في قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)
من طريق الخاصة وفيه سبعة أحاديث
الحديث الأول : محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره عن أحمد بن الهيثم عن الحسن ابن عبد الواحد عن الحسن بن الحسين عن يحيى بن مساور عن إسماعيل بن زياد عن إبراهيم بن مهاجر عن يزيد بن شراحيل كاتب علي عليهالسلام قال : سمعت عليا عليهالسلام يقول : «حدثني رسول الله صلىاللهعليهوآله وأنا مسنده إلى صدري وعائشة عن أذني فاصغت عائشة لتسمع ما يقول فقال : يا أخي ألم تسمع قول الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الأمم تدعون غرا محجلين شباعا مرويين» (١).
الحديث الثاني : محمد بن العباس عن أحمد بن هودة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن عمرو بن شمر عن أبي مخنف عن يعقوب بن يزيد ثم أنه وجد في كتب أبيه أن علياعليهالسلام قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ثم التفت إليّ وقال : هم أنت يا علي وشيعتك وميعادك وميعادهم الحوض تأتون غرا محجلين متوجين» قال يعقوب : فحدثت بهذا الحديث أبا جعفر عليهالسلام فقال : «هكذا هذا هو عندنا في كتاب علي عليهالسلام» (٢).
الحديث الثالث : محمد بن العباس عن أحمد بن محمد الوراق عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن أبي عبد الله عن مصعب بن سالم عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليهالسلام عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة عليهاالسلام : «يا بنية بأبي أنت وأمي ارسلي إلى بعلك فادعيه لي» فقالت فاطمة للحسن عليهالسلام : «انطلق إلى أبيك فقل له : إن جدي يدعوك» فانطلق إليه الحسن فدعاه فأقبل أمير المؤمنين عليهالسلام حتى دخل على رسول الله صلىاللهعليهوآله وفاطمة عنده وهي تقول : «وا كرباه لكربك يا أبتاه» فقال رسول اللهصلىاللهعليهوآله «لا كرب على أبيك بعد هذا اليوم يا فاطمة إن النبي لا يشق عليه الجيب ولا يخمش عليه الوجه ولا يدعى عليه بالويل ولكن
__________________
(١) بحار الأنوار : ٢٣ / ٣٨٩ ح ٩٩.
(٢) بحار الأنوار : ٢٣ / ٣٩٠ ح ١٠٠.