قولى كما قال أبوك على إبراهيم : تدمع العين وقد يوجع القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنّا عليك يا إبراهيم لمحزونون ولو عاش إبراهيم لكان نبيا ـ ثم قال ـ : يا علي ادن منّي فدنا منه فقال ادخل أذنك في فمي» ففعل فقال : «يا أخي ألم تسمع قول الله عزوجل في كتابه : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ).
قال : «بلى يا رسول الله» قال : «هم أنت وشيعتك تجيئون غرا محجلين شباعا مرويين ألم تسمع قول الله عزوجل في كتابه : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) قال : «بلى يا رسول الله».
قال : «هم أعداؤك وشيعتهم يجيئون يوم القيامة مسودة وجوههم ظماء مظمئين أشقياء معذبين كفارا منافقين ذلك لك ولشيعتك وهذا لعدوك وشيعتهم» (١).
الحديث الرابع : محمد بن العباس عن جعفر بن محمد الحسيني ومحمد بن أحمد الكاتب قال: حدّثنا محمد بن علي بن خلف عن أحمد بن عبد الله عن معاوية بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع أن عليا عليهالسلام قال لأهل الشورى : «انشدكم بالله هل تعلمون يوم أتيتكم وأنتم جلوس مع رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : هذا أخي قد أتاكم ثم التفت إلى الكعبة وقال : ورب الكعبة المبنية إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ثم أقبل عليكم وقال أما إنه أولهم إيمانا ، واقومكم بأمر الله وأوفاكم بعهد الله وأقضاكم بحكم الله وأعدلكم في الرعية واقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية فأنزل الله سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) فكبر رسول الله صلىاللهعليهوآله وكبرتم وهنأتموني بأجمعكم فهل تعلمون أن ذلك كذلك»؟ قالوا : اللهم نعم (٢).
الحديث الخامس : الشيخ الطوسي في أماليه قال : قرئ عليّ أبي القاسم بن شبل بن أسد الوكيل وأنا اسمع في منزله ببغداد في الربض بباب المحول في صفر سنة عشر وأربعمائة حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شداد البادرائي أبو منصور ببادرايا في شهر ربيع الآخر من سبع وأربعين وثلاثمائة قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري في منزله بفارسفان من رستاق الاسفيدهان من كورة نهاوند في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائتين قال : حدّثنا عبد الله ابن حماد الأنصاري عن عمرو بن شمر عن يعقوب بن ميثم الثمار مولى علي بن الحسين قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام فقلت له : جعلت فداك يا ابن رسول الله إني وجدت في كتب أبي أن عليا قال : لأبي ميثم : «أحبب حبيب آل محمد وإن كان فاسقا زانيا ، وابغض مبغض آل محمد وإن كان
__________________
(١) بحار الأنوار : ٢٤ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤ ح ٢٢.
(٢) بحار الأنوار : ٣١ / ٣٤٦ ح ٢١.