الباب السادس والثلاثون
في إن أهل البيت عليهمالسلام هم الحبل الذي أمر لله تعالى بالاعتصام به
في قوله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)
من طريق العامة وفيه أربعة أحاديث
الحديث الأول : الثعلبي في تفسيره قال : أخبرني عبد الله بن محمد بن عبد الله حدّثنا عثمان بن الحسن حدّثنا جعفر بن محمد بن أحمد قال : حدّثنا حسن بن حسين حدّثنا يحيى بن علي الربعي عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عليهالسلام قال : «نحن حبل الله الذي قال الله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)» (١).
الحديث الثاني : محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة من طريق النصاب قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن المعمر الطبراني بطبرية سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وكان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية ومن النصاب قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا علي بن هاشم والحسين بن السّكن معا قالا : حدّثنا عبد الرزاق بن همام قال : أخبرني أبي عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : وفد على رسول الله صلىاللهعليهوآله أهل اليمن فقال النبي صلىاللهعليهوآله : «جاءكم أهل اليمن يُبسّون بسيسا ، فلما دخلوا على رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : قوم رقيقة قلوبهم راسخ إيمانهم، منهم المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي ، حمائل سيوفهم المسك ، فقالوا : يا رسول الله ومن وصيك؟ فقال : «هو الذي أمركم الله بالاعتصام به فقال عزوجل : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) (٢)» فقالوا : يا رسول الله بيّن لنا ما هذا الحبل فقال : «هو قول الله (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) (٣) فالحبل من الله كتابه ، والحبل من الناس وصيي» فقالوا : يا رسول الله ومن وصيّك؟
فقال : «هو الذي أنزل فيه (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) (٤)» فقالوا : يا رسول الله وما جنب الله هذا؟ فقال : «هو الذي يقول الله فيه (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا
__________________
(١) العمدة عن الثعلبي المخطوط : ٢٨٨.
(٢) آل عمران : ١٠٣.
(٣) آل عمران : ١١٢.
(٤) الزمر : ٥٦.