الباب الثالث والستون
في أن رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين والأئمة عليهمالسلام هم دعوة إبراهيم عليهالسلام
في قوله تعالى (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
من طريق الخاصة وفيه ثلاثة عشر حديثا
الحديث الأول : الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه عن الحفّار قال : حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أبي وإسحاق بن إبراهيم الدبري قال : حدّثنا عبد الرزاق قال : حدّثنا أبي عن مينا مولى عبد الرّحمن بن عوف عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أنا دعوة أبي إبراهيم» قلنا : يا رسول الله وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟ قال : «أوحى الله عزوجل إلى إبراهيم إني جاعلك للناس إماما فاستخف إبراهيم الفرح فقال : يا ربّ ومن ذريتي أئمة مثلي فأوحى الله عزوجل إليه أن يا إبراهيم إني لا أعطيك عهدا لا أفي لك به ، قال : يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به ، قال : لا أعطيك لظالم من ذريتك ، قال : يا رب ومن الظالم من ولدي الذي لا ينال عهدك قال : من سجد لصنم من دوني لا اجعله إماما أبدا ولا يصح أن يكون إماما قال : إبراهيم واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب انهنّ اضللن كثيرا من الناس ، قال النبي صلىاللهعليهوآله : فانتهت الدعوة إليّ وإلى أخي علي لم يسجد أحد منّا لصنم قط فاتخذني الله نبيا وعليّا وصيّا» (١).
الحديث الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق رضي الله عنه قال : حدّثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي قال : جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري قال : حدّثنا محمد ابن الحسين بن زيد الزيّات قال : حدّثنا محمد بن زياد الأزدي عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) (٢) ما هذه الكلمات قال : هي التي تلقاها آدم من ربّه فتاب عليه وهو أنّه قال : يا رب اسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليّ فتاب الله عليه إنّه هو التواب الرحيم».
فقلت له : يا ابن رسول الله فما يعني بقوله : (فَأَتَمَّهُنَ) قال : «يعني اتمهنّ إلى القائمعليهالسلام اثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين» وقول إبراهيم عليهالسلام (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) «من حرف تبعيض يعلم أن من
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٣٧٨ / مجلس ١٣ / ح ٦٢.
(٢) البقرة : ١٢٤.