الباب الثامن والثلاثون
في قوله تعالى (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)
من طريق الخاصة وفيه ثمانية أحاديث
الحديث الأول : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام قال: سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «فرض الله عزوجل على العباد خمسا أخذوا أربعا وتركوا واحدة» قلت : أتسميهن لي جعلت فداك؟ فقال : «الصلاة وكان الناس لا يدرون كيف يصلون فنزل جبرائيل عليهالسلام فقال : يا محمد أخبرهم بمواقيت صلاتهم ، ثم نزلت الزكاة فقال : يا محمد أخبرهم عن زكاتهم ما أخبرتهم عن صلاتهم ، ثم نزل الصوم فكان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا كان يوم عاشوراء بعث إلى ما حوله من القرى فصاموا ذلك اليوم فنزل شهر رمضان بين شعبان وشوال ثم نزل الحج فنزل جبرائيل عليهالسلام فقال : أخبرهم عن حجهم ما أخبرتهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم ثم نزلت الولاية وإنما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) وكان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال عند ذلك رسول اللهصلىاللهعليهوآله : إن امتي حديثوا عهد بالجاهلية ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل ، فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني فأتتني عزيمة من الله عزوجل بتلة أوعدني أن لم ابلغ أن يعذبني فنزلت (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله بيد علي عليهالسلام فقال : يا أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلّا وقد عمره الله تعالى ثم دعاه فأجابه فاوشك أن ادعي فأجيب ، وانا مسئول وأنتم مسئولون ، فما ذا أنتم قائلون فقالوا : نشهد إنك قد بلغت ونصحت واديت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين» فقال : «اللهم اشهد» ثلاث مرات.
ثم قال : «يا معشر المسلمين هذا وليكم بعدي فليبلغ الشاهد منكم الغائب» قال أبو جعفر : «كان والله أمين الله على خلقه وعيبة علمه ودينه الذي ارتضاه لنفسه ، ثم أن رسول اللهصلىاللهعليهوآله حضره