الباب الثالث والثلاثون
في قوله تعالى (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) (١)
من طريق العامة وفيه حديثان
الحديث الأول : علي بن الجعد عن شعبة عن حماد بن سلمة عن أنس قال النبي صلىاللهعليهوآله : «إن الله خلق آدم من طين كيف يشاء» ثم قال (وَيَخْتارُ) أن اختارني وأهل بيتي على جميع الخلق فانتجبنا فجعلني الرسول وجعل علي بن أبي طالب الوصي» ثم قال : «ما كان لهم الخيرة يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا ولكني اختار من اشاء فأنا وأهل بيتي صفوة الله وخيرته من خلقه ثم قال : (سُبْحانَ اللهِ) يعني تنزيها لله عما يشركون به كفار مكة» (٢).
الحديث الثاني : الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه المستخرج من تفاسير الاثني عشر وهو من مشايخ أهل السنّة في تفسير قوله تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) يرفعه إلى أنس بن مالك قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن هذه الآية فقال : «إن الله خلق آدم من الطين كيف يشاء ويختار وإن الله تعالى اختارني وأهل بيتي على جميع الخلق فانتجبنا فجعلني الرسول وجعل علي بن أبي طالب الوصي ، ثم قال (ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا ولكني اختار من اشاء فأنا وأهل بيتي صفوته وخيرته من خلقه ثم قال سبحان الله يعني تنزها لله عما يشركون به كفار مكة ثم قال : (وَرَبُّكَ) يعني يا محمد (لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ) من بغض المنافقين لك ولأهل بيتك وما يعلنون بألسنتهم من الحب لك ولأهل بيتك» (٣).
__________________
(١) القصص : ٦٨.
(٢) مناقب آل أبي طالب : ١ / ٢٢٠.
(٣) مناقب آل أبي طالب : ١ / ٢٢٠ ، وبحار الأنوار : ٣٢ / ٤٧ ذيل ح ١٥٢.