الباب التاسع والخمسون
في قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (١)
نزلت في الأئمة عليهالسلام
من طريق الخاصة وفيه أربعة عشر حديثا
الحديث الأول : محمد بن يعقوب عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد ابن عائذ عن ابن أذينة عن زيد العجلي قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزّ ذكره : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) (٢) فقال : «إيانا عنى ، أن يؤدّي الأول إلى الإمام الذي بعده الكتب والعلم والسلاح ، (وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) (٣) الذي في أيديكم ، ثم قال للناس : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) إيانا عنى خاصة ، أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا فإن خفتم تنازعا في أمر فردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولى الأمر منكم». كذا نزلت ، وكيف يأمرهم الله عزوجل بطاعة ولاة الأمر ويرخّص منازعتهم؟ إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٤).
الحديث الثاني : محمد بن يعقوب بإسناده عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين ابن أبي العلاء قال : ذكرت إلى أبي عبد الله عليهالسلام قولنا في الأوصياء أن طاعتهم مفترضة قال : فقال : «نعم هم الذين قال الله عزوجل (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وهم الذين قال الله عزوجل : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) (٥).
الحديث الثالث : ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى وعلي بن محمد عن سهل بن زياد أبي سعيد عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فقال : «نزلت
__________________
(١) سورة النساء : ٦٢.
(٢) النساء : ٥٨.
(٣) النساء : ٥٨.
(٤) أصول الكافي : ١ / ٢٧٦ ح ١ باب أن الإمام يعرف الإمام الذي يكون بعده.
(٥) أصول الكافي : ١ / ١٨٧ ح ٧ باب فرض طاعتهم.