الباب السابع والثلاثون
في أن أهل البيت عليهمالسلام هم الحبل الذي أمر الله عزوجل بالاعتصام به
في قوله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)
من طريق الخاصة وفيه ستة أحاديث
الحديث الأول : السيد الرضي رضي الله عنه في الخصائص قال : حدثني هارون بن موسى قال : حدثني أحمد بن محمد بن علي (١) قال : حدّثنا أبو موسى عيسى الضرير البجلي عن أبي الحسين عليهالسلام قال : «سألت أبي فقلت : ما كان بعد إفاقة رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : دخل عليه النساء يبكين وارتفعت الأصوات وضج الناس بالباب المهاجرون والأنصار قال علي عليهالسلام : فبيّنا أنا كذلك إذ نودي أين علي فأقبلت حتى دخلت عليه فانكببت عليه فقال لي : يا أخي فهمك الله وسددك ووفّقك وأرشدك وأعانك وغفر لك ذنبك ورفع ذكرك ثم قال : يا أخي إن القوم سيشغلهم عنّي ما يريدون من عرض الدنيا ولهم عليه قادرون فلا يشغلك عنّي ما شغلهم فإنما مثلك في الأمة مثل الكعبة نصبها لله علما وإنما تؤتى من كل فج عميق وناد سحيق وإنما أنت العلم علم الهدى ونور الدين وهو نور الله يا أخي والذي بعثني بالحق لقد قدمت إليهم بالوعيد ولقد أخبرت رجلا رجلا مما افترض الله عليهم من حقك وألزمهم من طاعتك فكل أجاب إليك وسلّم الأمر إليك وأني لأعرف خلاف فعلهم فإذا قبضت وفرغت من جميع ما وصيّتك به وغيبتني في قبري فألزم بيتك واجمع القرآن على تأليفه والفرائض والأحكام على تنزيله ثم امض ذلك على عزائمه وعلى ما أمرتك به وعليك بالصبر على ما ينزل بك منهم حتى تقدم علي» قال عيسى : فسألته وقلت له جعلت فداك قد أكثر الناس من قولهم في أن النبي صلىاللهعليهوآله أمر أبا بكر بالصلاة ثم أمر عمر فأطرق عني طويلا ثم قال : «ليس كما ذكر الناس ولكنك يا عيسى كثير البحث عن الأمور لا ترضى إلا بكشفها» فقلت : بأبي أنت وأمي من أسأل عما انتفع به في ديني وتهتدي به نفسي مخافة أن أضل غيرك.
ـ وفي نسخة (الطرائف) (٢) الثلاث والثلاثون : مخافة أن أصل وأنا لا أدري ـ وهل أجد أحدا
__________________
(١) في المصدر : عمار.
(٢) ذكرنا سابقا أن المراد به الطرف لابن طاوس وهو تكملة الطرائف.