طريق الإمامية ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله في الخطبة : «معاشر الناس هذا علي أخي ووصيي وداعي علمي وخليفتي على أمتي وعلى تفسير كتاب الله عزوجل والداعي إليه والعامل بما يرضاه والمحارب لأعدائه والموالي على طاعته والناهي عن معصيته ، خليفة رسول الله وأمير المؤمنين والإمام الهادي بأمر الله ، أقول ما يبدل القول لديه بأمر ربي أقول اللهم وال من والاه وعاد من عاداه والعن من انكره وجحد حقه واغضب على من جحده.
اللهم إنك أنت أنزلت الإمامة لعلي وليك عند تبيين ذلك بتفضيلك إياه بما أكملت لعبادك من دينهم وأتممت عليهم نعمتك ورضيت لهم الإسلام دينا ، فقلت (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ) اللهم إني اشهدك أني قد بلغت»(١).
الحديث الرابع عشر : ابن بابويه في أماليه قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن عبد الله بن عباس قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله لما اسري به إلى السماء انتهى إلى نهر يقال له : (النور) وهو قول الله عزوجل : (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) فلما انتهى به إلى ذلك النهر قال له جبرائيل : يا محمد اعبر على بركة الله قد نور الله لك بصرك ، ومدّ لك أمامك ، فإن هذا نهر لم يعبره أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ، ثم اخرج منها فانفض أجنحتي ، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلّا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا مقربا له عشرون ألف وجه وأربعون ألف لسان يلفظ كل لسان بلغة لا يفقهها الآخر ، فعبر رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى انتهى إلى الحجب والحجب خمسمائة حجاب من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام.
ثم قال : تقدم يا محمد فقال لجبرائيل : ولم لا تكون معي؟ قال : ليس لي أن اجوز هذا المكان فتقدم رسول الله صلىاللهعليهوآله ما شاء الله أن يتقدم حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى ، فقال تبارك وتعالى : أنا المحمود وأنت محمد شققت اسمك من اسمي ، فمن وصلك وصلته ومن قطعك تبكته ، أنزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك ، واني لم ابعث نبيا إلا جعلت له وزيرا وأنك رسولي وأن عليا وزيرك فهبط رسول الله صلىاللهعليهوآله فكره أن يحدث الناس بشيء كراهة أن يتهموه ، لأنهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية حتى مضى لذلك ستة أيام ، فأنزل الله تبارك وتعالى (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) فاحتمل رسول الله صلىاللهعليهوآله ذلك حتى كان يوم الثامن فأنزل الله تبارك وتعالى عليه
__________________
(١) روضة الواعظين : ٨٩ ـ ٩٤.